دخل سياسيون ورجال دين بارزون في العراق على خط أزمة التظاهر ضد «الفساد» و«انقطاع الكهرباء»، في وقتٍ تعهدت رئاسة الوزراء بالإعلان عن «خطة شاملة للإصلاح» داعيةً القوى السياسية إلى التعاون معها. وطالب رئيس البرلمان، سليم الجبوري، بالإسراع في تلبية مطالب المتظاهرين ضد تكرار انقطاعات الكهرباء خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد لتصل إلى مستويات غير مسبوقة. في الوقت نفسه؛ دعا رجل الدين البارز، علي السيستاني، إلى «الضرب بيدٍ من حديد» ومعاقبة كافة المتورطين في الفساد، مبدياً رفضه الاكتفاء بالخطوات الإصلاحية الثانوية كتقليص أجور كبار المسؤولين والخدمات المدعمة الموجهة إليهم. وتشهد عدة محافظات عراقية بينها بغداد احتجاجات حاشدة منذ أيام اعتراضاً على تدني مستوى الخدمات، ما سبَّب حرجاً بالغاً للحكومة التي تخوض حرباً ضد متشددي تنظيم «داعش» الإرهابي. وأعلن رئيس البرلمان تخصيص أقرب جلسة للنواب لمناقشة مطالب المتظاهرين ووضع سقف زمني لتحقيقها. ودعا إلى الالتزام بسلمية التظاهر وعدم السماح بالفوضى كونها تصبُّ في مصلحة الإرهاب، مشيداً ب «بسالة المقاتلين في ساحات العز ضد داعش». واعتبر الجبوري الاحتجاجات ضد الفساد «مشروعة ولا يمكن تجاهلها»، مشدداً على حتمية إنهاء وجود من سمّاهم «الفاسدين الذين بددوا وسرقوا الخيرات». وقال في كلمةٍ له أمس «لن نتردد في مساءلة أي مسؤول سرق أو بدد قوت الشعب»، مذكِّراً ب «تنصيص الدستور على حق التظاهر والمطالبة بالحقوق.. مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الظرف الاقتصادي الصعب للبلاد». وتعهد الجبوري بأن يشرع النواب في استجواب أي مسؤول يقرر المتظاهرون استجوابه. في سياقٍ متصل؛ حثَّ علي السيستاني على شن حرب ضد المتورطين في الفساد، مؤكداً دعمه المواطنين حتى تتحقّق مطالبهم. وأمرت الحكومة الشهر الماضي بتقليص أجور كبار المسؤولين وحصص الكهرباء المدعمة المخصصة لمنازلهم. لكن السيستاني دعا على لسان مساعده أحمد الصافي إلى خطوات إصلاحية حكومية أكثر شجاعة وجرأة، رافضاً الاكتفاء بما سمّاها بعض الخطوات الثانوية التي أُعلِنَ عنها مؤخراً. وطالب الصافي، خلال خطبة جمعة أمس، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ب «الإصلاح بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الطائفي»؛ في إشارةٍ إلى رفض المرجع الديني الأعلى لدى الشيعة تقسيم المناصب الحكومية بنظام المحاصصة بين الطوائف. ويعتقد عراقيون أن نظام المحاصصة يقصي الكفاءات لصالح المواءمات بين القوى السياسية. وشدد الصافي على «ضرورة الضرب بيد من حديد لمواجهة من يعبث بأموال الشعب»، محمِّلاً الحكومة مسؤولية الإشارة إلى «معرقلي مسيرة الإصلاح في أي موقعٍ كانوا». وبعد انتهاء الخطبة بفترة قصيرة؛ أعلن العبادي التزامه بتوجيهات السيستاني. وكتب على حسابه في موقع «فيسبوك» قائلاً «أتعهد بالإعلان عن خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها، وأدعو القوى السياسية إلى التعاون معي في تنفيذ برنامج الإصلاح». إعدام ألفي شخص في الموصل اتهم رئيس البرلمان العراقي أمس تنظيم «داعش» الإرهابي بإعدام أكثر من ألفي شخص في مدينة الموصل منذ سيطرته عليها في صيف العام الماضي، وهو رقم يقترب من حصيلة أبلغت عنها مصادر طبية وأمنية. ونسب مكتب رئيس البرلمان، سليم الجبوري، إلى التنظيم إعدام ألفي مواطن بريء. ويتسق هذا الرقم مع تأكيد مصادر في الموصل «شمال» إعدام 2070 شخصاً على يد «داعش» منذ ال 10 من يونيو من العام الماضي. وأبلغ سكان في المدينة عن نشر التنظيم قائمة بأسماء الضحايا ال 2070 وعرضها على أحد جدران الفرع المحلي لوزارة الصحة. وأكد مصدر في الوزارة تلقي هذه القائمة.