اعتبر العالم النمساوي فرويد وهو المختص بدراسات علم النفس أن بعض التصرفات البشرية الطارئة أو العارضة، التي يعتبرها بعض الفلاسفة بأنها تصرفات عابثة كزلات القلم أو فلتات اللسان من خلال الدراسة النفسية التي توصل إليها، أنها لغة ذات معنى لفهم العلاقة الرمزية بين الأشياء، وحتى وإن كان الإنسان لم يفكر بها إطلاقاً ومن خلال الاعتماد على بعض السلوكيات الغريبة كالهستيريا مثلاً توصل فرويد إلى اكتشاف لغة جديدة أطلق عليها اسم لغة اللاوعي، كلغة حركة الجسد في الهستيريا، ولغة الصورة والحلم، ولغة الأفكار أثناء الوسوسة، وهو في هذا الفهم توصل لدراسة عالم الأحلام والعمل على تأويل الهذيان، ويرى أن الشخصية الإنسانية مكونة من ثلاثة أنظمة هي الهو، والأنا، والأنا الأعلى، ومن المعروف أن هناك ثلاث قوى تتمازج في نفس الإنسان: العقل والوجدان والخيال، ووفق هذا الأساس، يرى بعض الفلاسفة أن الخيال منزلة الوسيط بين النفس والجسم، فعند ديكارت يكون الخيال انطباق النفس على الجسم، وعند سبينوزا يكون الخيال هو الوسيط بين الفهم والأهواء، وعند كانط يكون الخيال وسيطًا بين مقولات الفهم والحدوس الحسية، بينما فرويد الذي يعتبر مؤسس علم التحليل النفسي، وكذلك اشتهر بنظريات العقل واللاواعي وتفسير الأحلام كمصادر للنظرة الثاقبة عن رغبات اللاوعي، إذ ركز اهتمامه على تأويل الأحلام وقد وضع لها كتابًا حمل نفس الاسم، وذلك بسبب اهتمامه بجانب اللا وعي من الخيال ، لكن فرويد تفوق على هؤلاء الفلاسفة حينما أتاح للأحلام فرصة دخول مجال الأدب من خلال دراساته النقدية التي اعتمدت على تحليل أحلام هاملت وأوديب في الكتاب نفسه، معززاً تطبيقات علم النفس في دراسة الأدب ونقوده في مباحث أخرى. إنه من خلال ما توصل له من نتائج خدم الفكر الإنساني في مجال الأدب، وأتاح للنقاد فرصة الاستفادة من الرؤى والرؤيا، وتحيل هذه المضامين لفهم طبيعة النصوص الأدبية.