سعودية تنتقم من ضرتها المصرية بزوجة ثالثة! سيدة «بطت» رأس زوجها وهو نائم، كاميرا تضبط سيدتين تدفنان سحرا أمام أحد البيوت! زوجة خلعت زوجها لأنه دميم الخلقة! نمر يتجول في أحد الأحياء! لم تكن تلك إلا عناوين لبعض الأخبار التي تتناولها بعض الصحف الإلكترونية على أنها الأخبار الأكثر قراءة والأشد إثارة.! وليس الأكثر تفاهة والأشد خيبة! ما الذي يثير في خبر لا يحمل أسماء حقيقية ولا تفاصيل أو وثائق رسمية؟ ما هي مصادركم الحقيقية! تخيلوا لو أننا ننام ونفيق على أخبار أكروباتية من هذا القبيل كيف تصبح أدمغتنا! تخيل الآن، وهذا ليس ضربا من خيال بل حقيقة، أن عدد الصحف الإلكترونية المرخص لها من قبل الوزارة تجاوزت المئات في السعودية.. وأن هناك عشرين صحيفة إلكترونية تقريبا صادرة من منطقة واحدة، لتعطينا ذات الأخبار وذات التفاصيل دون أدنى مهنية! كم خبراً من نوعية الزوجة التي «بطت» رأس زوجها سنقرأ في الشهر الواحد!! الصحافة بشكل عام وليس الإلكترونية وحدها هي أداة تثقيف وضخ رسائل ومعلومات هادفة لعقل المتلقي.. لكن الصحافة الإلكترونية بحكم سرعة انتشارها وسهولة متابعتها تحتاج إلى كثير من التنظيم وإلى جرعات كبيرة من المهنية، وإلى صدور لائحة جديدة صارمة تتعلق بقوانين النشر الإلكتروني. ما هي الأسس التي بموجبها تعطي وزارة الثقافة والإعلام تراخيصها للصحف الإلكترونية؟، هل العاملون عليها متخصصون في مجال الإعلام والمعلوماتية؟ هل تعمل الوزارة على تطويرهم ومتابعتهم بالدورات المتخصصة لزيادة قدراتهم المهنية في هذا المجال؟ إن غياب المهنية عن الصحف الإلكترونية تحديداً يسيء للغة العربية، حيث إن صياغة الأخبار فيها مبنية على الإثارة وليس على تركيبة الجملة في اللغة العربية، وهذا ما يضرب لغتنا في الصميم، «ضرب رجل زوجته ضربة مخلبية فاضطر لضربها وقلع عينها!» (فاضطر) أين تصرف هذه الكلمة يا إعلامنا الإلكتروني؟؟ كثير من الصحف الإلكترونية تعتمد على السبق والسرعة في نقل الخبر فتبادر إلى النشر دون تثبت. أصبحنا الآن نقرأ خبرا عن تمديد إجازة رسمية أو زيادة راتب أو منحة ملكية على أي صحيفة، وخبر التكذيب جاهز دون اعتذار لأعصابنا وللزوبعة الصحفية التي لا تفكر فقط إلا في زيادة عدد القراء والمتابعين. لكي نرتقي بوعي المتلقي نأمل من وزارة الثقافة إصدار لوائح تنظيمية جديدة تتعلق بنظام النشر الإلكتروني..؟ نريد شروطا صارمة للعمل في هذا المجال..؟ نريد محاسبة فورية وإيقافاً عاجلاً عند التسرع في نقل الأخبار المغلوطة خصوصا الأخبار التي تثير البلبلة والفتن؟ في رأيي أننا نحتاج صحيفة إلكترونية واحدة أو صحيفتين لكل منطقة، ليكون السبق حقيقيا والتنافس ملهما.. ما رأيكم أنتم؟ هل نحن بحاجة إلى هذا الكم الهائل من الصحف الإلكترونية المرخصة من وزارة الثقافة الإعلام؟.