أكد نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الدكتور فهد السلطان، أن مواجهة التطرف وحماية الشباب وأفراد المجتمع من الوقوع في براثن التطرف والإرهاب تستدعي تعزيز المشاركة المجتمعية في مواجهة مشكلة التطرف وإشراك العلماء والمهتمين والمثقفين من الرجال والنساء ومن مختلف الأطياف والمشارب الثقافية في جميع المناطق للإسهام في بذل الجهود وتكاملها للتصدي لهذه المشكلة. ودعا خلال حديثه ل «الشرق» إلى ضرورة أن تتناغم وتتكامل أدوار مؤسسات المجتمع الأساسية «الأسرة، المدرسة، المسجد، الإعلام» في التصدي لثقافة التطرف والتصنيف والإقصاء بين جميع مكونات المجتمع السعودي والعمل على تعزيز روابط اللحمة الوطنية بين جميع أبناء الوطن، ونشر ثقافة الحوار والاعتدال والتسامح. وحول كيفية التصدي لاستغلال الجماعات المتطرفة لوسائل التواصل الاجتماعي في تجنيد أبناء الوطن، أكد الدكتور فهد السلطان على أهمية تأسيس منابر وطنية للتداخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تكون مهمتها التصدي للأفكار المتطرفة وترشيد وعقلنة الأفكار التي تبرز، وتحليلها ومناقشتها حتى يمكن تجنيب الناشئة من الوقوع في مصائد الجماعات الإرهابية والتكفيرية. وبيّن أن المركز من أكثر الجهات التي استشعرت خطورة ظاهرة التطرف وانتشار الأفكار المتطرفة وتهديداتها للوحدة الوطنية، مبيناً أن المركز عقد خلال هذا العام 12 لقاءً من لقاءات الحوار الوطني العاشر التي كانت انطلاقتها الأولى من منطقة الحدود الشمالية للحوار حول موضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية، وأنه نظّم عديداً من الفعاليات والحوارات المصاحبة في النوادي الأدبية والجامعات التي استهدف من خلالها المفكرين والأدباء وفئة الشباب من خلال لقاءات مفتوحة تسبق اللقاءات التحضيرية في مناطق المملكة. وقال إن اللقاءات السابقة مكّنت جميع فئات المجتمع من المشاركة في اللقاءات، وإبداء آرائها واقتراحاتها حول هذه المشكلة، بهدف تشخيص واقع مشكلة التطرف، وصياغة الحلول المناسبة لمعالجتها من خلال الحوار، ومن خلال تكاتف جميع مؤسسات المجتمع، وأنها أسهمت بتكوين محصلة جيدة من الأطروحات والرؤى التي تعكس نظرة المجتمع بمختلف مكوناته وأطيافه الفكرية حول قضايا التطرف وآثارها على الوحدة الوطنية، وهو ما ساعد المركز في صياغة الاستراتيجية الوطنية الموحدة لمواجهة التطرف. وأضاف أن الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التطرف، ستؤدي إن شاء الله إلى توحيد الجهود وتنظيمها في مواجهة هذه الآفة التي بدأت تنتشر وتغذى من خلال جماعات إرهابية تستغل العواطف الدينية لدى الشباب والمراهقين للزج بهم في صراعاتها وحروبها وتخريب الأوطان.