أكد اللقاء الثالث من لقاءات المرحلة الثانية للحوار الوطني العاشر، الذي اختتم أعماله يوم الخميس 19 ربيع الثاني 1436ه، أهمية نشر ثقافة الحوار في تعزيز الوحدة الوطنية، حيث ابتدأ بكلمة افتتاحية من الدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، رحب فيها باسم المركز بالمشاركين والمشاركات، وشكر أهالي منطقة على حسن الاستقبال والتعاون مع المركز لتنظيم هذا اللقاء. وتناول في الكلمة الافتتاحية سلسلة اللقاءات التي عقدها المركز عن موضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية، والمراحل التي مر بها منذ انطلاق اللقاء الأول من لقاءات المرحلة الثانية الذي عقد في منطقتي نجران وعسير.
وافتتح اللقاء بالجلسة الأولى التي كانت عن موضوع التطرف والتشدد واقعه ومظاهره، والتي أدارها عضو مجلس الأمناء في المركز المهندس نظمي النصر، والذي أشاد في بداية كلمته بالمداخلات والآراء التي طرحت في اللقاء المفتوح الذي عقده المركز مساء يوم السبت الماضي، والتي شهدت عدد من المداخلات من المشاركين حول موضوع التطرف.
وقد تم خلال اللقاء مناقشة موضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية من خلال أربعة محاور هي: التطرف والتشدد "واقعه ومظاهره"، والعوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد، والمخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف والتشدد، وسبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد
وفي ختام اللقاء تلا نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني نتائج اللقاء الدكتور فهد بن سلطان السلطان وجاءت كالتالي: - يجب أن يتم مواجهة التطرف والغلو عبر المشاركة المجتمعية في المواجهة، بحيث يصبح مواجهة التطرف هماً وقاسماً مشتركاً بين جميع وحدات المجتمع الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
- التأكيد على تأسيس منابر وطنية للتداخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تكون مهمتها التصدي للأفكار المتطرفة وترشيد وعقلنة الأفكار التي تبرز، وتحليلها ومناقشتها حتى يمكن تجنيب الناشئة الوقوع في براثن الغلو والتطرف.
- ينبغي أن تتفاعل وتتكامل أدوار مؤسسات المجتمع الأساسية (البيت، المدرسة، المسجد، الإعلام) في التصدي لثقافة التطرف والتصنيف والإقصاء بين جميع مكونات المجتمع السعودي والعمل على شيوع ثقافة التكاتف والاعتدال والتسامح.
- لا بد من معالجة كل مراحل وصور التطرف قبل وأثناء وبعد ظهورها لأنه أخطر ما في التطرف من مظاهر هو النزعة إلى العنف والإيذاء وإزاحة الآخر المختلف معه إلى درجة التصفية، وهذه آخر مرحلة التطرف وأبشع صور الإرهاب.
- يبدو أن المتطرفين دينياً أو انحلالياً يحرصون على تقسيم المجتمع إلى قسمين يروج كل منهما لفكره ورؤيته، والحقيقة الواضحة أن أكثرية المجتمع وسطي معتدل لكن الصوت المرتفع هو للتطرف والتشدد في أي اتجاه وينبغي التصدي لهؤلاء المصادرين لرأي وتطلعات الأكثرية الغالبة في المجتمع السعوديّ.
- أهمية توفير المعلومات والاحصاءات والدراسات الخاصة بموضوع التطرف لتتمكن الجهات المختلفة من التعامل مع هذه الظاهرة بصورة علمية.
- ضرورة توحيد وتكامل الجهود الوطنية لكافة قطاعات المجتمع الرسمية والأهلية للتصدي لظاهرة التطرف من خلال رسم استراتيجية وطنية يتبناها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يوضح فيها دور كل جهة أو مؤسسة من مؤسسات المجتمع السعودي لمواجهة التطرف.
من جانبه أكد عضو هيئة كبار العلماء، وعضو مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك،، على أصالة الحوار في الإسلام في لقاء الحوار الوطني العاشر في منطقة جازان، مسشتهداً بعدد من الآيات الكريمة التي تؤكد على موضوع الحوار.
وبين الدكتور قيس أن الهدف من اللقاء هو الاستماع إلى أهالي منطقة جازان، مؤكداً على أن كل ما طرحه المشاركون والمشاركات من أفكار ورؤى سيتم رصدها والاستفادة منها. مشيراً إلى أهمية الحوار ونشر ثقافته في تعزيز روابط الوحدة واللحمة بين أبناء المجتمع الواحد، ومبينا أن الحوار الوطني هو الأساس في أي لحمة ووحدة وطنية.