فتش عناصر الجيش المنتشر في حرستا جيوب أبي محمود الصغيرة وسرقوا نقوده، كما ضبطت زوجته عنصراً آخر يستولي على مبلغ خمسين ألف ليرة وهو يفتش المنزل. الأسلوب الجديد للأجهزة الأمنية والعسكرية لنظام الأسد هو إجبار الناس على مغادرة منازلهم وجمعهم في الشارع، ثم مراجعة قوائم المطلوبين، وبعد ذلك تفتيش الجيوب والمنازل بحثاً عن الذهب والمال المدخر للأسر، فمثلاً قال صاحب محل “موبايلات” إن متجره دوهم من عناصر الأمن وصادروا منه أجهزة موبايل مستعملة بينما تركوا جهاز هاتف “سيناو” الممنوع استخدامه في سورية والهوائي المرتبط به منصوبا على السطح. وفوجئ الشاب محمود في الشارع بعسكري يوقفه ويطلب بطاقته الشخصية و”الموبايل”، فأخذ منه “الموبايل” وأعاد البطاقة، لكن الشاب أصر على استرجاع جهازه، لأنه لايحتوي على أية صور، فيقول له العنصر إنه سيذهب للفحص، فيزداد إصرار الشاب على استعادة جهازه، حتى لو اضطر إلى اللحاق به إلى فرع الأمن، عندئذ يأمره العنصر بالصعود إلى سيارة مركونة، يذهب الفتى وينتظر فيها، لكنه يلمح أمامه سيارة أخرى فيها ضابط، ينزل ويتجه نحوه، يسأله عن سبب مصادرة “الموبايل”، مع أنه ليس مطلوباً كشخص ولا يوجد على “موبايله” أية صور ممنوعة، فينهره الضابط ويخرج من جيوبه مجموعة كبيرة من الأجهزة الفاخرة المصادرة مدعياً أنها ستذهب للفحص، ويعرف الفتى عندئذ أنها سرقة موصوفة بعصابة مسلحة تحت اسم “الجيش والأمن”. وعلى أحد حواجز حرستا، توقفت سيارة للتفتيش، نزل السائق الذي رفض ذكر اسمه ليفتح الصندوق الخلفي، وعاود الانطلاق، فجأة تذكر أنه يضع في “التابلو” كيساً يحوي 300 ألف ليرة سورية، فتحه فلم يجد الكيس، فعاد إلى الحاجز ليسأل عنه، عندها طلبوا منه الانتظار قليلاً، وما لبثوا أن عادوا ومعهم كيس فيه 300 ألف ليرة وفوقهم مسدس، وسألوه إن كان هذا له، فما كان من السائق إلا أن هز رأسه بالنفي وانطلق وهو يحمد الله على سلامته. قصص النهب المنظم لكتائب الأسد منتشرة في ريف دمشق على نطاق واسع لدرجة أن بلدة “سقبا” المشهورة بمتاجر المفروشات نهبت عن بكرة أبيها، واستخدم بعضها لتدفئة الجنود والعناصر. وقال شاهد عيان من مدينة حرستا ل”الشرق” التي تقع في الغوطة الشرقية إن عناصر كتائب الأسد تنزع أخشاب مقاعد الحدائق وتقطع الأشجار وتستخدم قطع بعض الأعمدة الكهربائية للتدفئة، حيث يمضون يومهم في الشوارع، وأضاف الشاهد قائلاً: إن لكل شيء نهاية، وعمليات السلب المنظمة هذه مترافقة مع توقف كل أنواع الخدمات وتوقف الأعمال قد تدفع الناس إلى حالة الانفجار أقوى من ذي قبل، سيما وأن الإعلام السوري يوغل في الكذب بشأن العصابات المسلحة، وينسى عصابات أجهزة أمنه وجيشه.