تحل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على المغرب في زيارة رسمية غداً وبعد غد، لإجراء مباحثات مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ونظيرها سعد الدين العثماني ومجموعة من المسؤولين المغاربة إضافة لممثلين عن المجتمع المدني، وبذلك تُعد كلينتون أول مسؤول غربي كبير يزور المغرب منذ أن تحمّل الإسلاميون فيها والممثلون في حزب العدالة والتنمية مسؤولية تشكيل الحكومة. وعلمت «الشرق» من مصادر خاصة أن كلينتون ستبحث مع المسؤولين المغاربة خمسة ملفات ذات طابع ثنائي ودولي، يتقدمها إعادة إحياء الاتحاد المغاربي، وتطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر وإمكانية التوسط لفتح الحدود بينهما، وتطوير التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات، وقضية الصحراء المغربية ثم التنسيق لمحاربة الإرهاب الدولي. وتربط المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية العديد من الاتفاقيات الثنائية، وت واشنطن المغرب حليفا استراتيجيا في المنطقة، حيث عبرت الإدارة الأمريكية عن تأييدها الإصلاحات السياسية التي شهدها المغرب، ونوهت بنزاهة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي حملت حزب العدالة والتنمية إلى رئاسة الحكومة، فيما اتصلت كلينتون بزعيم الحزب ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مهنئة إياه على الفوز بالاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وهو الاتصال الذي اعتُبِر وقتها طمأنة من الإدارة الأمريكية للإسلاميين في المغرب، مفادها عدم تغير سياستها ودعمها للحكومة الجديدة. وتشارك المسؤولة الأمريكية، في اجتماعات أصدقاء سوريا في تونس اليوم، قبل أن تطير إلى الجزائر وتحل بعدها على المغرب، ويُنظَر إلى زيارتها للمنطقة المغاربية انطلاقا من الأهمية التي توليها الإدارة الأمريكية للمغرب العربي، كتكتل تريد أمريكا أن تكون المستفيد الأول منه، سواء على المستوى الاقتصادي أو الجيوسياسي، خاصة في ظل انتشار معلومات حول نشاط تنظيم القاعدة في المغرب العربي، وارتفاع المطالب الأمريكية بضرورة إغلاق مخيمات تيندوف، باعتبارها بؤرة من بؤر التنظيم، علما بأن كلينتون زارت ليبيا في شهر نوفمبر الماضي. وتتزامن الزيارة مع التحولات السياسية التي حدثت في المنطقة خلال السنة الماضية، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى ترتيب هذه اللقاءات مع المسؤولين المغاربيين لاستكشاف سبل التعاون المشترك، والتفاعل مع المتغيرات العميقة التي طرأت على الخريطة السياسية بالمنطقة. يذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية اعترفت سنة 2004 بالمغرب حَليفاً من خارج الحلف الأطلسي، وكان المغرب أول دولة بادرت إلى الاعتراف بأمريكا بعد استقلالها سنة 1776.