قدرت مصادر أمنية عراقية عدد القتلى والمصابين في سلسلة التفجيرات التي طالت العاصمة بغداد وعدة محافظات خلال الساعات الأخيرة ب 278 قتيلا وجريحا. وفي تدهور جديد للوضع الأمني في العراق منذ انتهاء المهمة العسكرية الأمريكية منتصف ديسمبر الماضي، قُتِل خمسة أشخاص وجرح 233 آخرون في حصيلة أولية في سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة شهدتها العاصمة بغداد وعدة محافظات أمس. وأكدت المصادر ل «الشرق» مقتل 18 شخصا وجرح 48 في 11 حادثا منفصلا في بغداد، حيث انفجرت ثلاث سيارات مفخخة وست عبوات ناسفة في العاصمة، إضافة لتنفيذ هجمات مسلحة على نقاط تفتيش في مناطق الكرادة، والكاظمية، وأبو دشير، والتاجي، والمنصور والسيدية. وفي محافظة نينوى قتل شرطي وأصيب مدنيان في سقوط قذيقة هاون وقنبلة يدوية ألقاها مسلح على نقطة تفتيش، إضافة إلى انفجار ثلاث سيارات مفخخة إحداها مسيطر عليها مع تفكيك رابعة كانت تستهدف جميعا أبراج الاتصالات لشركة آسيا سِل. وفي محافظة صلاح الدين قُتِل خمسة أشخاص وجُرِحَ 16 في انفجار سيارتين مفخختين وهجوم مسلح على المجلس البلدي لناحية سليمان بيك، إضافة إلى إبطال مفعول سيارة مفخخة في قضاء الدجيل. وفي محافظة الأنبار قتل شخصان وجرح آخر في انفجار عبوة لاصقة في عجلة ضابط برتبة رائد في وسط الرمادي، إضافة إلى هجوم مسلح على منزل شخص أدى إلى مقتله وجرح ابنه في الفلوجة. وفي محافظة بابل قتل عشرة أشخاص وجرح 120 في 11 حادثا منفصلا حيث انفجرت أربع سيارات مفخخة وعبوتان ناسفتان وتفجير منزل، وكان أشدها انفجار سيارة مفخخة في قضاء المسيب قتل فيها شخصان وجرح 98، كما أبطلت الشرطة عبوة ناسفة. وفي ديالى قتل تسعة أشخاص وجرح 26 في انفجار سيارتين مفخختين وخمس عبوات ناسفة إضافة إلى عبوة لاصقة في مناطق متفرقة من ديالى. وفي محافظة كركوك جرح عشرون شخصا في انفجار سيارتين مفخختين في مناطق متفرقة، إضافة إلى هجوم مسلح حيث قتل 18 شخصا في انفجار سيارتين في مناطق طريق بغداد وسوق تسعين غربي كركوك، كما قتل جندي أثناء محاولته إبطال عبوة، إضافة إلى مقتل ضابط برتبة مقدم بهجوم مسلح في منطقة الرشاد. وقالت المصادر الأمنية ل «الشرق» إنه غالبا ما ترتكز تصورات الأمن في العراق على عدد هجمات الإصابات الشاملة، مثل السيارات المفخخة والهجمات بارتداء صديريات انتحارية في أماكن مزدحمة، في مواقع ذات حضور كثيف مثل بغداد، أو على عدد القتلى الذي تعلن عنه الحكومة العراقية، ووفقاً لمقاييس مراكز الرقابة المتعددة في لجنة الأزمة الأمنية، التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة، شهد العراق 36 هجوما مؤكدا من النوع الذي يحدث إصابات شاملة في يناير من العام الجاري، وتلك زيادة كبيرة عن متوسط ثلاثة وعشرين هجوماً شهرياً في الربع المنتهي في ديسمبر 2011، كما أن عدد القتلى المعلن عنه رسمياً هو الآخر في تزايد، حيث أفادت التقارير عن مقتل 340 مدنياً في يناير 2012 مقارنة ب 155 في ديسمبر 2011. وتظهر المقارنة على أساس سنوي أن أعمال العنف المبلّغ عنها كانت أدنى بثلث في يناير 2011 (367 هجوماً في مجموعات بيانات الأجهزة الأمنية العراقية) مما هي عليه في يناير 2012، غير أن نظرة فاحصة للعنف في محافظات العراق تكشف رؤية أشد قتامة لما حدث منذ منتصف ديسمبر 2011. وتعكس هجمات الإصابات الشاملة بعدا واحدا فقط لحوادث العنف في العراق، حيث تتغافل إحصائيات الوفيات عن الطبيعة المستهدفة للعنف في البلاد هذه الأيام، إذ أن نسبة عالية من الضحايا هم من قادة المجتمع المحلي الموالين للحكومة، وعن كل شخص مقتول من هذه الفئة يتم تخويف عدد متضاعف من أشخاص آخرين لكي يقدموا دعماً سلبيا للجماعات المتمردة. طفل عراقي بين الحياة والموت بعد إصابته في بغداد (رويترز)