أعرب وزير الخارجية عادل الجبير، عن استنكار المملكة ورفضها التصريحات العدوانية للمسؤولين الإيرانيين، التي تتعلق بتدخلات إيران في الشأن الداخلي لدول المنطقة، مؤكداً أن هذا الأمر غير مقبول بالنسبة للمملكة وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي. وقال في المؤتمر الصحفي، الذي عقده أمس في مقر الوزارة مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية فيديريكا موجيريني، «هذا أمر لا نقبله ونرفضه ونعتقد أنه لا يمثل رغبة دولة تسعى إلى الحصول على حُسن الجوار بل يمثل دولة لها طموح في المنطقة وتقوم بتصرفات عدوانية». وفي سؤال ل «الشرق» حول توقيت الاتفاق النووي الإيراني مع المجموعة الدولية وموعد تحرير عدن، أكد الجبير عدم وجود أي ارتباط بين الأمرين، موضحاً في الوقت ذاته أن المباحثات بين إيران ومجموعه 5 + 1 كانت تأخذ مسارها منذ 20 شهراً، ولكن الأمر توقف عاماً لأن إيران كانت ترفض عدداً من الشروط التي فرضت عليها لرفع العقوبات عنها. مؤكداً أن الدول الأوروبية وأمريكا وبريطانيا تقف مع جيش التحالف الذي تقوده المملكة لإعادة الشرعية في اليمن. وحول تصريح رئيس الوزراء البريطاني عن استعداد بلاده شن هجوم على الجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا، أكد الوزير أن الدول الأوروبية خاصة بريطانيا وأمريكا، هي ضد تلك المنظمات الإرهابية، وكذلك ضد النظام السوري، ومع تنحية بشار وإعطاء المعارضة السورية الفرصة لإعادة الأمن إلى سوريا وانتشالها من الوضع الخطير الذي تعيشه منذ سنوات. وحول الوضع الليبي أكد الجبير أن الجميع مهتم بإعادة الاستقرار لهذا البلد. من جانبها أوضحت موجيريني في رد على سؤال ل «الشرق» أنها لم تصرح أن الاتحاد الأوروبي يثق بإيران لكنها قالت إن الأمر يحتاج لأشهر حتى نتأكد من حسن نياتها تجاه الملف النووي. وأضافت أن سبب الاضطرابات في المنطقة العربية هو الصراع الطائفي بين المذاهب. وحول ما دار في اجتماعه مع موجيريني قال الجبير إن اللقاء تناول كيفية تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات للسعوديين، وتمديد مدتها إلى 5 سنوات، «كما بحثنا القضية الفلسطينية، والسعي إلى تفعيل اتفاقيات السلام، كما تم بحث القضية السورية، والبحث عن حل سياسي يؤدي إلى إبعاد بشار الأسد عن السلطة والحفاظ على المؤسسات السورية، كما جرى بحث الأوضاع في اليمن والهدنة الإنسانية التي طلبها الرئيس اليمني وأيدتها دول التحالف، وكذلك تناول اللقاء الملف النووي الإيراني». وحول تصريحات المالكي ضد المملكة قال الجبير: لا أدري سبب ذلك العداء لديه تجاه المملكة خاصة أنه خلف الصراع الطائفي في العراق والاضطرابات التي يشهدها منذ سنوات والانتهاكات ضد السنة. وكان الجبير اجتمع في مقر الوزارة، مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة. وجرى مناقشة العلاقات الثنائية واستعراض القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. من جهة أخرى استقبل الجبير في مقر الوزارة أمس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد. وجرى خلال الاستقبال بحث مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية علاوة على الجهود القائمة لتدفق المساعدات الإنسانية لليمن جواً وبحرًا عبر محافظة عدن بعد إعادة الأمن والاستقرار لها من قبل قوات التحالف للدفاع عن الشرعية.