رجح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس أن التصريحات العدائية الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين ضد السعودية ربما تعود لهزيمة حلفائهم في اليمن، وتدهور وضع حليفهم بشار الأسد في سورية، والقناعة برفض الطائفية في العراق. وقال في مؤتمر صحافي مع الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديركيا موغيريني في الرياض أمس: «نرفض العدوانية الإيرانية ضد السعودية ودول المنطقة. ونرفض التدخل الإيراني في البحرين». وأغلق الوزير السعودي الباب أمام أي احتمال في إجراء مفاوضات بين الرياض والميليشيات الحوثية في اليمن. وقال إن مشكلة الحوثيين هي مع الحكومة الشرعية لبلادهم. ورفض الجبير تصريحات نائب الرئيس العراقي نوري المالكي الأخيرة ضد السعودية، وقال إنه لا أساس لها. وأضاف أن المالكي يتهم المملكة بدعم الإرهاب، في حين أن سياساته الطائفية هي التي أدت إلى الفتنة في العراق، وتهميش السنة، ودخول «داعش» العراق. وزاد: «المالكي هو آخر شخص يمكنه أن يتهم المملكة بالإرهاب، لأن سياساته الطائفية خلال رئاسته للحكومة هي التي أدت إلى خراب البيت العراقي». وأوضحت فيديركيا موغيريني، في المؤتمر الصحافي أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران ستظل قائمة إلى حين تنفيذ الاتفاق في شأن ملفها النووي، والتحقق من تنفيذه. وأشارت إلى أن ذلك سيستغرق بضعة أشهر، وأن الأمر سيحتاج إلى وقت وسيتم تدريجياً. ورداً على سؤال في شأن المخاوف أن يتيح رفع العقوبات أموالاً ضخمة لإيران للإنفاق على وكلائها ومؤامراتها في المنطقة، قالت موغيريني: «أقول ما قاله الوزير الجبير قبل أيام في واشنطن بحكمة إن هذه الأموال يجب أن تستخدمها إيران لتقوية وتعزيز بنيتها التحتية، ومنح الفرص للشباب في إيران». وأوضحت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي التي ستزور طهران اليوم إن اجتماعها مع الجبير تطرق للفراغ الناجم عن توقف عملية السلام في المنطقة، وأنهما ناقشا ضرورة التعاون بين الاتحاد الأوروبي والسعودية والشركاء الآخرين في المنطقة والعالم لتسهيل إحياء عملية السلام، وصولاً لإقامة دولة فلسطينية، وحق إسرائيل في العيش بسلام. كما تطرقت المحادثات للحرب في سورية، وضرورة إيجاد عملية انتقالية هناك، ومحاربة تنظيم «داعش». وزادت أنه في ما يتعلق بالعراق، فإن المحادثات تناولت ضرورة دعم العراق للتأكد من أن المكون السُّنِّي يمكن أن يقوم بدور ريادي في محاربة تنظيم «داعش». وذكرت موغيريني أن اجتماعها مع الوزير الجبير ناقش الوضع في اليمن، مع تركيز على الوضع الإنساني، وضرورة إيجاد حل سياسي. كما بحث الجانبان الوضع في ليبيا وضرورة دعم الأطراف الليبية لبدء مسار جديد. وفي شأن الاتفاق النووي مع إيران، قالت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية إنها كانت جزءاً من المحادثات الخاصة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في 14 تموز (يوليو) الجاري، بعد 22 شهراً من التفاوض. وأضافت أنها ستزور طهران اليوم للعمل على بدء تنفيذ الاتفاق. ووصفته بأنه قوي وشامل وسيضمن أن إيران لن تحصل على سلاح نووي خلال الأعوام ال15 المقبلة. وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يدرك قلق بلدان المنطقة. لكن قضايا دول المنطقة حيال إيران لم تكن جزءاً من المفاوضات، لأنها تتعلق فقط بمنع الانتشار النووي. واعتبرت موغيريني الاتفاق فرصة لصياغة إطار إقليمي يتيح لإيران الانتقال من المجابهة إلى التعاون، وتعهدت بأن يستثمر الاتحاد الأوروبي قدراته السياسية لتغيير النهج الإيراني. وأكدت: «إننا بمجرد تنفيذ الاتفاق، سنعالج أبعاده الإقليمية. وناقشنا ذلك مع الوزير الجبير، خصوصاً سورية والعراق ولبنان». وزادت أن الاتفاق يمكن أن يفتح الباب لعلاقات مختلفة بين إيران والمجتمع الدولي، وبين إيران وجيرانها. وأعربت عن أملها بأن يكون البدء في تنفيذه بداية لبناء ثقة بين المجتمع الدولي وطهران.