شنت القوات التركية أمس سلسلة جديدة من الضربات الجوية وبالمدفعية مستهدفة جهاديي تنظيم «داعش» في سوريا والناشطين في حزب العمال الكردستاني بشمال العراق في حملة متصاعدة تقول أنقرة إن هدفها القضاء على الإرهاب. وتأتي هذه العملية ضد الحركتين المتواجهتين ميدانيا، بعد أسبوع من أعمال عنف سقط فيها قتلى واتهمت السلطات التركية التنظيمين بالوقوف وراءها. وأكدت الحكومة التركية في بيان صادر عن مكتب رئيسها أحمد داود أوغلو أن المقاتلات التركية قصفت ليل الجمعة سبعة أهداف لحزب العمال الكردستاني في قواعده الخلفية في شمال العراق. وبعد الغارات الليلية، أعلن داود أوغلو أن الطائرات الحربية التركية تنفذ هجمات جديدة نهارا على أهداف لكل من تنظيم»داعش» في سوريا وحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ومن جهتها كانت القوات البرية التركية تدك أهدافا لكل من الجهاديين في سوريا والناشطين الأكراد في شمال العراق. وقال داود أوغلو «لا يشكنّ أحد في تصميمنا لن نسمح بأن تتحول تركيا إلى دولة خارجة عن القانون». جاءت هذه الضربات التركية مع دخول أنقرة بقوة في الحملة العسكرية لمواجهة «داعش» بشن أولى غاراتها الجوية على مواقع للتنظيم في سوريا فجر الجمعة، بينما نفذت الشرطة حملة توقيفات «لمكافحة الإرهاب» في مختلف أنحاء البلاد. وقال أوغلو إن العمليات الأمنية التركية سوف تستمر مادامت بلاده تواجه تهديدا وذلك بعد يوم من هجوم شنته الطائرات الحربية التركية على تنظيم «داعش» في سوريا والمتمردين الأكراد في شمال العراق. وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة قبل أن يتوجه إلى إسطنبول للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقائد الجيش عصر أمس «هذه العمليات ليست مجرد عملية واحدة وسوف تستمر ما دامت تركيا تواجه تهديدا». وأعلن أوغلو أن الشرطة التركية اعتقلت منذ الجمعة في جميع أنحاء تركيا 590 شخصا متهمين بالارتباط بتنظيم «داعش» أو حزب العمال الكردستاني. وقال داود أوغلو في مؤتمره الصحفي «حاليا أوقف 590 شخصا مرتبطين بمنظمات إرهابية لأنهم يشكلون خطرا محتملا». وفي سياق متصل دانت قيادة إقليم كردستان العراق أمس القصف الجوي الذي شنته الطائرات التركية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني الانفصالي في شمال العراق. وقال برلمان إقليم كردستان في بيان «في الوقت الذي ندين بشدة هذه الهجمات نطالب بوقفها فورا». وعبر رئيس إقليم كردستان مسعود بازراني في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو عن «استيائه من المستوى الخطير الذي وصلت إليه الأوضاع». وأكد بارزاني في بيان أنه «طلب مرارا بأن لا تصل القضايا إلى مرحلة التوتر لأن السلام هو الطريق الوحيد لمعالجة المشكلات وإجراء المباحثات لسنوات أفضل من ساعة حرب».