أوصى الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري الشباب الحاضرين مساء الأربعاء في الملتقى الشهري لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض، التي كانت بعنوان “تجربتي مع الكتاب، والتداخل الثقافي”، بالتركيز على معرفة العلاقة بين الفنون وقراءته في كتب أحمد الزيات، وطه حسين، وزكي مبارك، وقراءة أشعار العشاق العذريين، ثم الرومانسيين والشعر الغنائي، والتركيز على جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، بالإضافة إلى رواية “زنبقة الوادي” لهونوري دو بلزاك، وكتاب “الوجود والعدم” لجان بول سارتر، مؤكداً على أنها أجمل ما قرأه من الأعمال الأدبية. وأشار الظاهري إلى أنه اطلع على أدب الحداثة، وكتب الملاحدة المعاصرين، ووجد أنهم يؤثرون في الناس أكثر من العلماء الربانيين الذين لا يملكون القدرة على المواجهة الفكرية، ونوَّه إلى أن العقل كان المطلوب الأول بالنسبة له، وشدد على الاهتمام بنظرية المعرفة البشرية التي تشمل كل علوم المعرفة، بالإضافة إلى نظرية “العلوم الشرعية” التي تجعل العقل يتقبل الشرع كما هو، دون إضافة، وبلا استدراك، كما سرد أبو عبدالرحمن تجربته بالتعمق في المدرسة الوجودية، وبالتحديد كتب توماس صاحب اللاهوت، والذي قرأ كتبه بعسر، وانتقاله إلى المدرسة التجريبية التي وجد فيها تحليل الفكر البشري الذي أخذ منها ما يناسبه متمسكاً بحماية “ديكارت”، المنطلق من اصطناع الشك في كل شيء. كما أكد الشيخ على أن جون لوك سبق ابن تيمية عندما قال إن عقل الفرد عند ولادته يكون صفحة بيضاء لم يخط عليها حرف ولا فكرة. كما بين الظاهري أن ابن حزم كان المربي الأول له بعد الله، حيث أن كتبه كانت المنهل الأول له في تلقي العلوم والمعارف بسبب جمال الأسلوب وحلاوة اللغة والفكر المنظم. وقال الشيخ إنه أرهق والده بالديون عندما كان يشتري الكتب التي “ولد شحها” في تلك الفترة نهماً وشغفاً في اقتنائها بغض النظر عن محتواها وتخصصها، والتي كونت لديه مكتبة ضخمة، ما جعله يعرضها للبيع على مكتبة الملك عبدالعزيز، ليبادر الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد في تلك الفترة بإعطائه مبلغ أربعمائة ألف ريال، وأن تبقى عنده، ولكن المبلغ لم يكن مجزياً، ما جعله يصرعلى بيعها، فتعرض لعملية نصب ليفقد جميع كتبه دون مقابل.