أبدى وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، إعجابه بأداء القوات الكردية في شمال العراق، ووصفه ب «نموذج للقتال ضد تنظيم داعش»، لكنه تعهد بألا يتخطى دعم واشنطن للمسلحين الأكراد الحكومة المركزية في بغداد. وأثنى كارتر، خلال زيارته أمس إربيل عاصمة إقليم كردستان غداة وصوله إلى بغداد، على نجاح قوات البشمركة الكردية المدعومة بضربات جوية للائتلاف الدولي ضد الإرهاب في استعادة مناطق عراقية شمالية سقطت في يد المتطرفين العام الماضي. وكشف عن تخطيط بلاده لبناء قوة مسلحة على امتداد أراضي العراق و«يوماً ما سوريا» تكون قادرة على القيام بما قامت به البشمركة. وسبق هذه التصريحات لقاءٌ جمع الوزير الأمريكي برئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، وتخلَّله ثناء الأول على النجاحات الميدانية التي حققتها البشمركة على الأرض بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة والقوة الجوية للائتلاف. وسيطر «داعش» على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه إثر هجوم موسع شنَّه في يونيو 2014. وشن التنظيم هجوماً متجدداً في الشمال في أغسطس الماضي ليقترب من حدود إقليم كردستان المؤلف من 3 محافظات هي إربيل ودهوك والسليمانية. وشكل هذا الهجوم أحد الأسباب المعلنة لبدء حملة ضربات جوية أمريكية ضد المتطرفين في الشهر نفسه قبل الإعلان رسمياً عن تشكيل ائتلاف بات يضم حالياً نحو 60 دولة غربية وعربية. ونفذ الائتلاف آلاف الضربات الجوية في العراقوسوريا، كما درَّب القوات الكردية والعراقية على القتال. وأسفرت المعارك بين البشمركة و«داعش» عن مقتل 1200 مسلح كردي على الأقل. وسبق لمسؤولي الائتلاف التشديد مراراً على ضرورة اقتران الضربات الجوية بقوات فاعلة على الأرض قادرة على الإفادة منها لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها المتطرفون. وكان وزير الدفاع الأمريكي نفسه أعرب في مايو الماضي عن امتعاضه من انسحاب قوات الحكومة العراقية من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار إثر هجوم ل «داعش»، عازياً سقوط المدينة التي صمدت نحو 18 شهراً أمام هجمات التنظيم إلى «عدم وجود رغبة في القتال لدى القوات النظامية». ومساء أمس الأول؛ أكد كارتر من بغداد استعداد بلاده ل «القيام بالمزيد» في مواجهة التطرف في العراق بشرط إعادة تأهيل القوات النظامية وإثبات جدارتها. وقال «نحن مستعدون للقيام بالمزيد (…) إذا ما طوَّر العراقيون قوات قادرة ومحفزة قادرة على استعادة الأرض والحفاظ عليها». وتتزامن زيارة الوزير الأمريكي إلى بغداد وإربيل مع تكثيف القوات النظامية عملياتها العسكرية في الأنبار بغرض استعادة المحافظة التي يسيطر «داعش» على مساحات واسعة منها. وتسعى القوات النظامية المدعومة بمسلحين موالين لها إلى فرض طوق حول أبرز مدينتين يسيطر عليهما التنظيم في المحافظة وهما الرمادي والفلوجة؛ تمهيداً لشن هجوم بهدف استعادة السيطرة عليهما. وتترافق العمليات العسكرية مع تحديات سياسية؛ إذ تشهد العلاقة بين بغداد وإربيل تشنجاً في بعض الأحيان بسبب خلافات حول قضايا النفط وحصة إقليم كردستان من الموازنة والأراضي المتنازع عليها. ولوَّح مسعود بارزاني، الذي سيطرت قواته على مناطق عدة متنازع عليها لا سيما مدينة كركوك الغنية بالنفط، بتنظيم استفتاء على حق الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي في نيل الاستقلال. في المقابل؛ أبلغ كارتر بارزاني خلال لقائهما بأن دعم واشنطن للإقليم في مواجهة الإرهاب لن يتخطى الحكومة المركزية في بغداد.