أظهر الرئيس والمرشد الأعلى في إيران موقفين متناقضين إلى حد كبير من رؤية بلدهما لعلاقتها بالدول العربية بعد الاتفاق النووي الأخير. وفي حين تطلّع الرئيس إلى تحسين العلاقة بدول الجوار كإحدى النتائج الإيجابية للتطورات الأخيرة؛ تعهد المرشد باستمرار دعم من سمّاهم «أصدقاؤنا في الشرق الأوسط» خاصَّاً بالذكر دول اليمن وسوريا والعراق والبحرين ولبنان إضافةً إلى فلسطينالمحتلة. وأفصح حسن روحاني عن إجرائه أمس اتصالاً هاتفياً بأمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وعبَّر روحاني خلال الاتصال عن اعتقاده بأن الاتفاق النووي الذي وُقِّع الثلاثاء الماضي في فيينا سيؤدي إلى تحسن علاقة بلده بالدول المجاورة وخصوصاً قطر. ويستهدف الاتفاق، الذي رعته دول مجموعة (5+1)، ضمان سلمية البرنامج النووي لإيران في مقابل رفع العقوبات تدريجياً عنها مع إبقاء حظر عسكري يشمل بعض الأسلحة. في غضون ذلك؛ توعَّد علي خامنئي ب «التصدي للولايات المتحدة وسياساتها في منطقة الشرق الأوسط» رغم الصفقة الأخيرة، متهماً واشنطن بالسعي لإخضاع بلاده. وطالب السياسيين بدراسة ما تم التوقيع عليه، في فيينا لضمان الحفاظ على المصالح الوطنية «لأننا لن نسمح بتعطيل مبادئنا الثورية أو قدراتنا الدفاعية». وعلى وقع هتافي «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل»؛ تعهد خامنئي في كلمةٍ له أمس في طهران أمام مناصريه ب «عدم الكف مطلقاً عن دعم أصدقائنا في المنطقة»، وذكر على وجه الخصوص فلسطين واليمن وسوريا والعراق والبحرين ولبنان. وكرَّر المرشد، الذي يملك القول الفصل في الشؤون العليا للدولة، عبارة «سواءً تمت الموافقة عليه أم لا»، في إشارةً إلى أن الاتفاق النووي مازال بحاجة إلى كسب دعمه الكامل. وقد لا تتماشى تصريحاته مع مساعٍ دبلوماسية يعتزم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بذلها في الأيام المقبلة. وعلى الرغم من لهجته المتشددة؛ أثنى خامنئي لاحقاً على المفاوضين الإيرانيين الذين انخرطوا في محادثات ماراثونية في النمسا. ونقل موقعه الإلكتروني الرسمي عنه قوله في اجتماعات عقدها أمس مع مسؤولين وسفراء «رأينا كذب الأمريكيين مراراً وتكراراً خلال المحادثات (..) لكن لحسن الحظ قاتل مسؤولونا وكانت لهم في بعض الحالات ردود فعل ثورية». لكن هذه التصريحات لم تسلط مزيداً من الضوء على الإجراءات التي سيتخذها النظام الإيراني للمصادقة على الاتفاق الأخير، إذ لا تُعرَف عنها أي تفاصيل. ويسعى ظريف إلى زيارة عدة دول في الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة.