يظل علم الاجتماع من العلوم التي تغذي المجتمع بكثير من النظريات ودراسة وطرح حلول لكثير من القضايا في المجتمع بالتعاون مع الجهات المختصة؛ ولكن عندما نجد قضية مثل الاستراحات وتأثيرها السلبي على المجتمع منذ عقود دون أي حلول قد نشكك في دور المختصين! أصبحت الاستراحات مع الأسف جزءاً من حياة المواطن السعودي في غيابه المتكرر عن البيت ساعات طويلة دون أي فائدة تذكر.. كثير من الدراسات أكدت أن الاستراحات سبب في الطلاق والتفكك الأسري وتعاطي المخدرات، ومكان للتجمعات المتطرفة وبؤر الفساد؛ بل إن بعض التقارير تقول إن غياب المتزوجين في الاستراحة سببه الضعف الجنسي أو لربما الشذوذ وبلاوٍ أخرى تتعلق بالعزوبية! لا أعرف كيف برجل عاقل وواعٍ أن يُمضي أكثر من ثلاث ساعات يومياً في جلسة تتكرر فيها الأحاديث والنكت والمواقف! إذا كان الأب يذهب للاستراحة والابن المراهق في الاستراحة فمن بقي في البيت! كل هذا يدل على أن الوقت أرخص سلعة في زمننا، هذا لدرجة أنه عندما يكون «فاضياً» يُرسل لأصدقائه: أنا في الاستراحة! إن ازدياد الطلب على الاستراحات والحضور شبه اليومي يُعطي دلائل على أن هناك خللاً في التربية وضعفاً في المسؤولية الاجتماعية تجاه الأجيال القادمة، كما أن المسؤولية ملقاة أيضاً على الجهات المعنية التي لم توفر فرصة الاستمتاع، خصوصاً للشباب لتكون الاستراحة ملاذاً له لأنه سيقول ببساطة إن البيت «طفش» في حين أن الفتاة لا تعرف هذا المصطلح! إن من يُمضي تلك الساعات في الاستراحة بشكل يومي عليه مراجعة نفسه ومراجعة قواه العقلية والنفسية وكذلك الجنسية!!