سيجتمع رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، بعد غدٍ الإثنين بمسؤولي حزب الشعب الجمهوري الذي يعد أكبر أحزاب المعارضة في بلاده، فيما يجتمع بمسؤولي حزبي الحركة القومية «العمل» والشعوب الديمقراطي يومي الثلاثاء والأربعاء، وإن كان «الشعوب» الموالي للأكراد استبعد التحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم. وتستهدف الاجتماعات التوصل إلى صيغة ائتلاف حكومي بعدما خَسِرَ الحزب الحاكم الأغلبية في مجلس النواب بموجب نتائج الانتخابات النيابية التي أُجرِيَت قبل شهر. وأكد رئيس الوزراء وقوف «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه على المسافة نفسها من «الشعب الجمهوري» و»الحركة القومية»، مشيراً إلى إمكانية التحالف مع أي منهما «استناداً إلى المشاورات التي قمنا بها». وكانت مصادر مقرَّبة من الحكومة تحدثت أمس الأول عن قرب التحالف مع «الشعب الجمهوري» المعروف بوفائه للقيم العلمانية. وقال أوغلو في تصريحات صحفية أمس «سنتصل بالأحزاب لكننا نعتقد أننا سنبلغ أهدافنا بالتركيز على هذين التشكيلين». وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كلف رئيس الوزراء أمس الأول بتشكيل حكومة جديدة وسط انتقادات موجّهة من معارضين ومفادها تعمُّد أردوغان تعطيل التوصل إلى ائتلاف بغية الذهاب إلى انتخابات مبكرة. وحصل «العدالة والتنمية» الحاكم منذ 2002 على 40.6% من الأصوات في الانتخابات الأخيرة ما خوَّله الاحتفاظ ب 258 مقعداً من أصل 550 في مجلس النواب. وأمام أوغلو 45 يوماً لتشكيل حكومته. وفي حال فشله بنهاية هذه المهلة يمكن أن يَحُلّ الرئيس مجلس النواب ويدعو إلى انتخابات جديدة. في سياقٍ مختلف؛ نفذت الشرطة التركية مداهمات في أنحاء عدة من البلاد أمس واعتقلت 21 شخصاً يُشتبَه في انضمام معظهم لتنظيم «داعش». وتعتقد السلطات أن 3 أجانب من بين المعتقلين كانوا يخططون لدخول سوريا والانضمام إلى صفوف «داعش» الذي يقاتل كلاً من قوات الرئيس السوري، بشار الأسد، والفصائل المسلحة المعارضة لنظامه. وكثفت أنقرة تحت ضغط حلفائها في حلف شمال الأطلسي جهودها لمنع المقاتلين الأجانب من عبور حدودها إلى سوريا المجاورة للانضمام إلى التنظيم المتطرف. ومُنِعَ آلاف الأجانب على الإثر من الدخول إلى الأراضي التركية جرَّاء المخاوف الأمنية. وامتنع المسؤولون في إدارة مكافحة الإرهاب في شرطة إسطنبول عن التعليق على توقيف 21 شخصاً. ووفقاً لوكالة أنباء الأناضول شبه الرسمية؛ صادرت السلطات بنادق صيد وذخيرة خلال المداهمات التي نفذتها في وقتٍ واحدٍ فجر أمس الجمعة في كلٍّ من إسطنبول وبلدة كوجالي المجاورة بالإضافة إلى مدينتي شانلي أورفا ومرسين في جنوب البلاد على الحدود مع سوريا.