في الحقيقة أكاد أجزم بأن كثيراً من الزملاء في الوسط الفني والإعلامي ذاقوا الأمرين من الجهات ذات العلاقة في صناعة الإنتاج التلفزيوني بشكل عام، وهذا ما قد يُحدث فجوة كبيرة بين العاملين والصنّاع في الفترة المقبلة. الغالبية الكبرى من العاملين يلقون التهم البشعة والمختلفة على عاتق الصناع ممثلة في «مناصب» رسمية وليست تهماً على «أشخاص» بأعينهم، وذلك لأن السياسة الإنتاجية في المملكة تعاني كثيراً من قلة الدعم والتطوير. كما أن غياب التحفيز الإنتاجي في تطور مستمر في المملكة، ولكن من ناحية «التعميد» المالي في إنتاج المسلسلات والبرامج بعيداً عن التقييم الإنتاجي للمحتوى أو البرامج، وهذا ما سبَّب رداءة في المحتوى، وقلة في الخبرة لدى العاملين وضعفاً في الولاء في تقديم المادة الحقيقية والمناسبة للمشاهد. قد يكون ما ذكر أعلاه مستهلكاً لدى بعضهم، وإنما هو حقيقة ثقيلة على قلوب الممارسين والعاملين في هذا السوق، لصعوبة التعامل معه، مما اضطر المميزين والناجحين منهم إلى اللجوء للخليج والعالم العربي لإثبات وجودهم ودعم ما يملكونه من قدرات. الفكرة تكمن في رغبة العاملين من فنانين وفنيين وإعلاميين في التعامل مع صناع قرار ممارسين ومحترفين هم زملاء لهم قبل أن يكونوا مشرفين عليهم وذلك من أجل الصعود بوتيرة الإنتاج بشكل أفضل ليساهم بزيادة معدل المنافسة بين المملكة والدول المجاورة في جودة ونوعية المقدَّم من الأعمال التلفزيونية. عندما كتبت «عنوان» مقالي اليوم لم أقصد أن هناك «مذنباً» و»ظالماً» بل أعتقد أن هناك «مظاليم» في كل الجانبين فليس لدينا ممارسون محترفون أكاديميون وليس لدينا صناع متخصصون وممارسون في الصناعة، لذا أصبحت الجوانب متلاقية وشريكة في ذنب واحد، وهنا لست أعلم ما السبب خلف عدم وجود «بعثات» دراسية لمعاهد الفنون والتمثيل والإخراج في الدول العربية والعالم أجمع من أجل أن ننهض ونقف وقوفاً جاداً ونترك الحديث لأهل الحديث.