دعا نظام بشار الأسد سكان مدينة الحسكة (شمال شرق سوريا) إلى التعبئة لقتال تنظيم «داعش» الذي يحاول السيطرة عليها، في وقتٍ تواصلت معركة «عاصفة الجنوب» التي أطلقتها فصائل معارضة لمحاولة تحرير مدينة درعا. ودعا وزير إعلام النظام، عمران الزعبي، كل امرأة شابة وكل رجل شاب قادرين على حمل السلاح إلى التحرك على الفور و«الانضمام إلى المواقع الأمامية على الجبهة». واعتبر في حديثٍ للتليفزيون السوري أمس أن الجيش النظامي المتمركز في الحسكة يواجه عدواناً إرهابياً لم يسبق له مثيل، متهماً تنظيمات إرهابية بتفجير قنابل دمَّرت جزءاً من المبنى الأمني في المدينة وقتلت عدداً من الأشخاص. في السياق نفسه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 20 جندياً من الجيش النظامي «جرَّاء تفجير انتحاري نفَّذه تنظيم داعش بعربةٍ مفخخة قرب مركز أمني في الحسكة». واستهدف التفجير، وفقاً للمرصد، مركز الأمن الجنائي الواقع في جنوبالمدينة. وكان التنظيم المتطرف بدأ هجوماً على الحسكة أمس الأول وتمكَّن من دخولها والسيطرة على اثنين من أحيائها الجنوبية على الأقل (النشوة والشريعة) ما تسبب في نزوح نحو 60 ألف شخص وفقاً لأرقام الأممالمتحدة. وتعرَّضت مواقع المهاجمين داخل المدينة وفي محيطها إلى غارات كثيفة من الطيران الحربي التابع للنظام. وتحدَّث المرصد عن تفجيرٍ ثانٍ وقع بعد ظهر أمس بالقرب من «سجن الحسكة» الواقع في جنوب غرب المدينة، دون أن يحدد ما إذا كان أوقع ضحايا. وأشار، في بيانٍ له أمس، إلى احتدام المعارك بعد التفجيرين في محيط السجن ومحيط مقر الأمن الجنائي الذي دُمِّرَت أجزاء كبيرة منه. وكانت معارك أمس الأول في المدينة أوقعت 20 قتيلاً في صفوف النظام و30 في صفوف المتطرفين، بحسب المرصد. وتتقاسم القوات النظامية ووحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على الحسكة (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه). وفي جنوب البلاد؛ تواصلت المعارك بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي المعارضة مع جبهة النصرة من جهة أخرى في مدينة درعا (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه ويسيطر المعارضون على الجزء الأكبر منها). وارتفع عدد قتلى هذه المعركة إلى 71 التي بدأتها الفصائل المعارضة وجبهة النصرة أمس الأول وسمّتها «عاصفة الجنوب» معلنةً أن هدفها تحرير مركز محافظة درعا. والقتلى هم 40 مسلحاً من الفصائل المهاجمة و18 عنصراً من قوات النظام و11 مدنياً.