رجَّح دبلوماسي أمريكي تمديد المفاوضات الدولية بشأن اتفاق الملف النووي الإيراني إلى ما بعد 30 يونيو الجاري، فيما أعرب مسؤول أمريكي آخر عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مشيراً إلى ضرورة إبرام صفقة جيدة. وأفاد المسؤول الأول، وهو دبلوماسي في وزارة الخارجية الأمريكية، باحتمال عدم تمكُّن الأطراف المشاركة في المفاوضات من الالتزام بمهلة ال 30 من يونيو «لكن قد نكون قريبين من ذلك». وعشيَّة مغادرة وزير الخارجية جون كيري إلى فيينا للمشاركة في المفاوضات بين القوى الكبرى وإيران؛ بدا مسؤول أمريكي آخر اشترط عدم نشر اسمه متفائلاً بإمكانية التوصل إلى صفقة نووية جيدة. ومع ذلك؛ أقرَّ بأنه من غير الواضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق. ويصل كيري إلى فيينا اليوم، ومن المتوقع أن يبدأ اجتماعاته مع الأطراف المشاركة في المفاوضات غداً. وإضافةً إلى المسؤولين الإيرانيين؛ تشارك في المحادثات دول مجموعة (5 + 1) التي تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا. في الوقت نفسه؛ حذَّرت مجموعة من مستشاري الأمن الأمريكيين البارزين، بينهم 5 تربطهم صلات بالفترة الرئاسية الأولى لباراك أوباما، من إبرام اتفاق نووي يفتقر إلى الضمانات الكافية. وحذَّرت المجموعة التي تضم مسؤولين سابقين وخبراء في السياسة الخارجية، في خطابٍ مفتوح صادر عن معهد واشنطن، من عدم تلبية الاتفاق المرتقب معايير الإدارة الأمريكية الخاصة باتفاق جيد «ما لم يشمل نهجاً أكثر صرامة بشأن عمليات التفتيش النووي التابعة للأمم المتحدة وشروطاً لتخفيف العقوبات». ومن بين الموقِّعين على الخطاب دينيس روس الذي عمِلَ مستشاراً لأوباما لشؤون إيران والشرق الأوسط خلال فترته الرئاسية الأولى. وشدد روس على أهمية ألا تنساق المحادثات وراء المهلة «بل فعل الصواب». واعتبر أن «على الإيرانيين تفهُّم أننا سنمسك بهم إذا غشّوا وأن الثمن سيكون باهظاً حتى على المخالفات الأصغر». وتابع «عليهم أن يعرفوا أننا لن نسمح لهم بامتلاك قدرة تسلح». وبحسبه؛ فإن مسؤولي إدارة أوباما الذين تحدث معهم قالوا إن الاتفاق الأوَّلي الذي تم التوصل إليه مع إيران في إبريل الماضي تضمَّن المبادئ الواردة في الخطاب الذي وقَّع عليه. وجاء في الأخير «كان معظمنا يفضل اتفاقاً أقوى، لن يمنع الاتفاق إيران من امتلاك قدرة تسلح نووي، ولن يقضي بتفكيك البنية الأساسية النووية الإيرانية لكنه سيحد منها خلال ما يتراوح بين 10 و15 عاماً». إلى ذلك؛ أُعلنِ في باريس عن نية وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، التوجّه إلى فيينا غداً للانضمام إلى الاجتماعات التي يعقدها ممثلو الدول الست الكبرى مع إيران. ويعني وصول فابيوس إلى النمسا مشاركة وزراء الدول الست جميعاً في الجهود الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاقية، بينما يصل نظيرهم الإيراني، محمد جواد ظريف، مساء اليوم. والتقى ظريف مع نظرائه الأوروبيين في لوكسمبورج الإثنين الماضي، وتحدث عن «فرصة جيدة لإبرام اتفاق نهائي بحلول المهلة المحددة أو بعدها بأيام قليلة».