في الجوّ نترقّب لحظة هبوط الطائرة قبل إقلاعها، ونُنصِت بشغف وحزْم لدعاء السفر، في السيارة ننسى دعاء ركوب الدابة؛ بالرغم من نُدرة حوادث الطائرات، وامتلاء الأرضِ دَماً بفعل العربات! ومن ركِب منا “الدّباب” ركِبَتهُ الشبهة! “الدباب” أو الدراجة النارية كما يحلو لنا حرقُها بالفصحى الناريّة، هو وسيلة نقل اقتصادية، وقد تكون مريحة عندَهم هناك، هي عندنا -ربّما للظروف المناخية- وسيلة ترفيه، أو حتى أداة سرقة ونهب! قريبٌ لي امتلَكَ دراجة نارية عُدّت تحفة زمانها مع أن فكرتها بسيطة! تطابقت دراجته بفعل الصدفة مع صلاحِهِ وطيبة قلبه، فدابّته أو “دبابه” مُزوَّد بجهاز يُذكّره كلما أدار مفتاح التشغيل بدعاء ركوب الدابة! بصوت جهُوريّ تسمع “بسم الله”، ويردفها “الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وإنا إلى ربّنا لمنقلبون”، لتبدأ الرحلة للعمل أو الجامعة رغم الصعاب! لقيَت الفكرة استهجاناً وتهكّماً من صلاح صاحبها ومحاولته “أسلمة” كل ما يتعلق به، حتى أضحى لديه “دباب” إسلامي! الفكرة سبق ورأيناها عند بعض مداخل ومخارج الصيدليّات على سبيل المثال، وهي تذكّرك بدعاء الخروج وبذكر الله! لو احتواها كلّ بيت لوقانا ربنا شرّ شياطين الإنس والجنّ، ولركدت سوق الرقية قليلاً! ليت الفكرة تُعمّم كتجربة؛ لعل وعسى يلين قلب الراكب -إن كان مشبوهاً- فتُذكّره بالمولى الذي سخر له “الدباب” لقضاء حاجياته؛ لا نشل حقائب الرقيقات من النساء، أو لترويج شيء محظور! أو حتى -إن كان طيب القلب- شكراً للمولى أن يسر له دابّةً لنقله للجامعة!