عرفتْ بعض مدن المملكة قديماً ما يسمى ب «خط البلدة»، وهي حافلات لنقل الركاب داخل المدن، تعود ملكيتها إلى أفراد، وتعمل بشكل «اجتهادات فردية»، لكنها كانت إلى حد ما تفي باحتياجات الناس، خاصة في مدينة مكة، وجدة، والدمام، والرياض، حتى بدأت بالاختفاء في بعض تلك المدن بعد أن تولت الشركة السعودية للنقل الجماعي المهمة، التي كما يبدو أنها فشلت في القيام بذلك الدور مع أنها قد تكون ناجحة بين المدن. في الرياض، وجدة، ومكة كان خط البلدة يلعب دوراً حيوياً، خاصة أن كثيراً من المواطنين، والوافدين لم يكونوا يملكون سيارات، ما يضطرهم إلى استخدام تلك الحافلات، خاصة الطلاب، والبسطاء. في كل دول العالم تعتبر وسائل النقل العمود الفقري لحياة كاملة، ففي مدينة لندن على سبيل المثال، توجد 9000 حافلة، تعمل معظم ساعات اليوم، وتستخدم 19500 محطة، ويعود تاريخ بدايات عملها إلى عام 1933م، هذا بالإضافة إلى مترو الأنفاق، الذي أنشئ في عام 1863م، وهو ينقل سنوياً داخل لندن 6 ملايين راكب، بشكل يومي. وفي منطقة ذات نشاط اقتصادي كبير مثل المنطقة الشرقية من المملكة، لا تجد أي ملمح لما يسمى بالنقل الجماعي داخل المدن، وكما يبدو فإن الشركة اكتفت بالنقل بين المدن، وتركت تلك الخدمة لسيارات الأجرة، وللمجتهدين من أصحاب الحافلات، خاصة في القرى. في بريطانيا، وهي نموذج للنقل الجماعي، تقوم الحافلات الكبيرة بالسير في الشوارع الرئيسية داخل المدينة، وتقوم الحافلات الصغيرة بالسير داخل الأحياء نفسها..الاهتمام بالنقل الجماعي، وتطويره، يعني حل كثيرٍ من المسائل الاجتماعية، والاقتصادية، والنفسية للمواطن والمقيم، فنحن بذلك نقلل الازدحام المروري، ونسهِّل حركة تنقل الأفراد إلى أعمالهم بعيداً عن الازدحام، وأزمة المواقف، كذلك نساعد البسطاء من الناس على التحرك، خاصة الطلاب، والنساء، نحن نُرشد مصاريف الوطن والمواطن، ونوفِّر وظائف لأبنائنا. تطور النقل الجماعي سيكون له انعكاس إيجابي على الجميع.