كنت منذ انتصف شعبان وأنا أشاهد «أسياب» البقالات التي حول منزلي تضيق حتى أغلق بعضها لكثرة ما أنزل بها من صناديق الأطعمة المجلوبة، ذات الألوان البراقة والنكهات المختلفة والأسعار المرتفعة، والسؤال المهم؛ هل انتهت أطعمة شعبان حتى نجلب أنواعا مختلفة لشهر رمضان؟ حيث وجد التجار مجتمعا كبله الروتين واتباع العادة، هذه العادة أشبعت عطش تلك الكائنات النهمة التي تتلقف كل ما تلفظه الجيوب. من هذه الحقائق، أقترح على وزارة التجارة أن توجد قسما يهتم بتصحيح العقول التي عاث فيها سوء التصرف. وآخر لرفع العصا على كل كائن نهم لا يهمه إلا اختلاس كائن ضال. عذرا على الخروج عن النص، ولكن المسألة أصبحت برمتها خروجا عن النص، وإلا كيف برجل ينفق معظم دخله ليرمي بثلثيه في زبالة المنزل أكرمكم الله. هل سيصدق الذين فتكت بهم المجاعة في سوريا أو اليمن أو الصومال أو…..إلخ، ما يقوم به مجتمعنا من إتلاف لنعم الله وكأنهم يتنافسون على زوالها بأسرع ما يمكن. اليوم تمنيت أن تكون على أبواب تلك المحلات هذه الجملة (غيروا عاداتكم الغذائية). لو لم يقل وزير التجارة السابق هاشم يماني إلا هذه الكلمة في حياته لكفته، وهي الكلمة التي هاج بها الإعلام وربما هي التي كلفته منصبه. لكن يا سعادة الوزير اليوم عرفنا أهمية مقولتك الشهيرة وليتنا وعيناها في حينها، وخير ما يوافق مقولتك هو حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه).