أعلنت المقاومة الشعبية في اليمن سيطرتها على مديرية المسيمير التابعة لمحافظة لحج (جنوب) بعد يومين من القتال ضد قوات حلف (الحوثي – صالح)، فيما تواصلت المواجهات المسلحة في محافظاتعدنومأرب وتعز وشبوة، في وقتٍ تحدَّث القيادي في حزب الإصلاح، الشيخ حميد الأحمر، عن إنهاكٍ متزايد في صفوف التمرّد وبدء تململ مقاتليه. وفي حين تعهَّد رئيس الحكومة الشرعية، خالد بحاح، بإعادة مواطنيه اللاجئين في دولة جيبوتي إلى بلدهم إذا رغِبوا؛ كشف مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية عن تقديمه مساعدات غذائية إلى ألفي أسرة يمنية موجودة في الأراضي الجيبوتية. وأكد الناطق باسم المقاومة في لحج، رمزي الشعيبي، أمس تحرير المسيمير بشكلٍ كامل «بعد قتال عنيف أسفر عن مقتل 5 من عناصرنا و23 من المتمردين». وأشار الشعيبي، خلال تصريحات صحفية، إلى «فرار ما تبقَّى من القوات الغازية في اتجاه الطريق الواصلة من محافظتنا إلى محافظة تعز (جنوبي غرب)». وفي تطورٍ موازٍ؛ أفادت المقاومة الشعبية في مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، بتقدمها في اتجاه المبنى الرئيس لمطار عدن الدولي وسط اشتباكات مع الحوثيين المدعومين بقوات الرئيس السابق، علي عبدالله صالح. وعاين شهود تجدُّد الاشتباكات في محيط المطار الذي يسعى كل طرف للسيطرة عليه، في وقتٍ قصف الحوثيون المتمركزون في المدينة أحياء سكنية في مناطق المنصورة ودار سعد والشيخ عثمان منذ فجر أمس؛ ما أسفر عن مقتل 13 مدنياً. وأكد موقع قناة «سكاي نيوز عربية» (ومقرها أبوظبي) حصيلة القتلى. ووفقاً لموقع «عدن الغد»؛ لم تُسفِر «معركة المطار» عن إحراز أي طرف تقدماً على حساب الطرف الآخر. ونسب الموقع نفسه إلى مصادر عدنية قولها إن 20 مسلحاً حوثياً على الأقل قضوا بمرض حمى الضنك لدى وجودهم في حي كريتر (وسط المدينة). ولم يتسنّ تأكيد حصيلة المتوفين جرّاء المرض. في غضون ذلك؛ تواصلت أمس المواجهات بين المقاومة والمتمردين في محافظة شبوة (جنوب)، وتركَّزت في منطقة النقبة. ولجأ المتمردون إلى القصف المدفعي لتمهيد طريقهم من النقبة إلى منطقة لقموش القريبة، لكن المقاومة تصدت لهم مستخدمةً الدبابات وصواريخ الكاتيوشا. وتسيطر جماعة الحوثي المدعومة من قوات صالح على مدينة عتق (مركز شبوة) وتشن من أسابيع هجمات على مواقع المقاومة في محيطها. وفي وسط البلاد؛ قُتِلَ عشرات الحوثيين بعد انفجار سيارة مفخخة في محافظة البيضاء. واستهدفت السيارة المفخخة مركزاً أمنياً في مديرية القرشية. وقدّرت مصادر عدد القتلى ب 25 مسلحاً على الأقل. في الوقت نفسه؛ أفصحت مصادر في البيضاء عن أسرِ المقاومة 7 مسلحين حوثيين في مديرية الزاهر واستيلائها على مركبتين مصفحتين. وكانت المقاومة في المحافظة أعلنت أمس الأول استعادتها 6 مواقع كانت تحت سيطرة التمرد في منطقتي قيفة وذي ناعم. وفي محافظة إب القريبة؛ أفرجت جماعة الحوثي ظهر أمس عن البرلماني المنتمي إلى حزب الإصلاح، أحمد يحيى الحاج، بعد 14 يوماً على احتجازه. ولم تُعرَف أسباب احتجازه أو إطلاق سراحه. وفي الوسط أيضاً؛ أفادت المقاومة في محافظة مأرب بتقدُّم قواتها أمس في اتجاه موقع حمة المصارية التابع لمنطقة الجفينة (غرب مركز المحافظة). ولفتت مصادر ميدانية إلى استعادة المقاومة مواقع كانت تحت سيطرة التمرد في حمة المصارية؛ وإحرازها تقدُّماً في جبهة الجفينة. وتقع مأرب إلى الشرق من العاصمة صنعاء، ويستهدف الحوثيون السيطرة على مركزها، لكن المقاومة القبلية تتصدى لهم منذ أسابيع. غرباً؛ تحدثت مصادر في تعز عن سقوط 10 مسلحين متمردين قتلى وإصابة العشرات من زملائهم خلال اشتباكات مع المقاومة وُصِفَت بالأعنف في المدينة منذ نحو شهرين. وتركزت الاشتباكات في مناطق محيط جبل جرة والجهيم وشارع الأربعين وكلابة وحوض الأشراف، وسقط خلالها عددٌ من مسلحي المقاومة قتلى. و«من بين القتلى عز الدين سعيد المخلافي شقيق قائد (مقاومة تعز)، الشيخ حمود المخلافي»، بحسب «سكاي نيوز عربية». وبالتزامن؛ قصفت القوات المتمردة المتمركزة في المدينة أحياءً سكنية من بينها حيّا الروضة وكلابة «ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 25 آخرين»، بحسب سكان. بدورها؛ أقرَّت الحكومة الشرعية (ومقرها الرياض) بمقتل عضو مجلس الشورى اليمني عن محافظة تعز، الشيخ محمد حسين عشال. وبعث الرئيس، عبدربه منصور هادي، برقية عزاء إلى أسرة عشال، واعتبر أن الأخير استُشهِدَ في ميدان الشرف والبطولة، في إشارةٍ إلى مشاركته في أعمال المقاومة. وفي برقيته؛ وصف هادي البرلماني المقتول ب «الفارس الشجاع الذي كان له شرف الدفاع عن بلده في وجه المليشيات الحوثية والعصابات الإجرامية»، ورأى أن «هذا ليس بغريبٍ عليه، فلقد كانت له أدوار نضالية مشرفة ومواقف بطولية متميزة وإسهامات كبيرة في خدمة وطنه وشعبه»، مشيراً إلى «خسارة الوطن برحيل أحد رجاله المخلصين ومناضليه الشرفاء». وانتمى عشال إلى حزب الإصلاح الذي يعلن موالاته للشرعية. وفي تصريحاتٍ له أمس؛ لاحظ القيادي في الحزب، الشيخ حميد الأحمر، ما سمّاه ضعفاً ينخر في الحوثيين وتململاً بات يصيب مقاتليهم، مؤكداً تحقيق التحالف العسكري العربي بقيادة الرياض أهداف حملته «إعادة الأمل». وقال الأحمر إن قدرة الجماعة المتمردة على الحشد باتت ضعيفة، وإن تململاً واضحاً يبديه السكان تجاههم بفعل الضرر الذي ألحقوه بالبلاد. وأرجع ما يعانيه اليمن إلى «عدم احترام بعض الأطراف للمبادرة الخليجية (2011) التي كرَّست السلام وأتت بنوايا طيبة». ورأى أن «الحرب البرية قائمة بسواعد المقاومة الشعبية فهي تكبّد المتمردين يومياً خسائر جمَّة في المعارك التي تخوضها ضدهم»، لافتاً إلى «إنهاك التحالف العسكري العربي للمتمردين على الشرعية وتسبُّبه في فقدانهم كثيراً من أسلحتهم وقوتهم». سياسياً؛ اعتبر مناهضون للانقلاب في محافظة الجوف (شمال) مؤتمر الحوار اليمني – اليمني في جنيف مُنقِذاً للتمرد، وطالبوا بمقاطعته. وجاء في بيان صدر أمس في المحافظة ووقَّعته «مقاومة الجوف» أن الحوثيين سيستغلون المؤتمر الذي يبدأ بعد غدٍ الأحد لخدمة مشروعهم العسكري على الأرض؛ وأنه لا جدوى من الحوار معهم في ظل استمرارهم في أعمال القتل والتدمير. وكانت الحكومة الشرعية سمَّت في وقتٍ متأخر من مساء أمس الأول أعضاء وفدها الذي سيشارك في «حوار جنيف» برعاية الأممالمتحدة. ووفقاً لمصدر؛ يضم الوفد وزير الخارجية رياض ياسين، ووزير حقوق الإنسان عز الدين الأصبحي، ووزير المياه والبيئة المنتمي ل «الإصلاح»، فهد سليم كفاين، والقيادي في المقاومة أحمد الميسري. كما يضم الأمين العام لحزب الرشاد السلفي عبدالوهاب الحميقاني، والأمين العام لحزب العدالة والبناء رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الرياض عبدالعزيز جباري، والزعيم القبلي المنتمي إلى صعدة عثمان مجلي. ويُعرَف مجلي بمناهضة عبدالملك الحوثي على الرغم من انتمائهما إلى المحافظة نفسها. ويُمثَّل كل طرف من طرفي الحوار ب 7 أسماء. وعلى صعيدٍ مختلف؛ تعهَّد رئيس الحكومة الشرعية، المهندس خالد محفوظ بحاح، بألا تتخلى عن مواطنيها اللاجئين في دولة جيبوتي. وأبلغ بحاح اللاجئين، الذين التقاهم أمس خلال زيارته عدداً من مخيمات اللجوء في جيبوتي، ببذل مساعٍ من أجل تحسين أوضاعهم وتزويد مخيماتهم بما يحتاجونه من مواد إغاثية. وشدد على إمكانية عودة أي لاجئ إلى بلاده بعد تكفُّل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بنفقات تسيير رحلات جوية للراغبين في العودة، داعياً كل لاجئ إلى الصبر في ظل هذه الظروف الاستثنائية «التي نتمنى ألا تطول». من جهته؛ أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس حملة إغاثية في محافظة حضرموت (وسط اليمن) تستهدف إيصال مساعدات إلى النازحين في مراكز الإيواء ثم إلى النازحين في الشقق والفنادق. واعتبر النائب الأول للجنة اليمنية العليا للإغاثة، محمد العمودي، إطلاق هذه الحملة استجابةً من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمناشدة الرئيس هادي و«نصرةً للشعب اليمني في محنته الحالية». في سياقٍ مماثل؛ أفصح الناطق باسم مركز الملك سلمان للإغاثة، رأفت الصباغ، عن تنفيذ المركز برنامجاً متكاملاً لمساعدة اليمنيين اللاجئين في جيبوتي بالتنسيق مع المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين. وأوضح الصباغ، في تصريحات صحفية، أن البرنامج يتضمن تسليم وجبات جاهزة وسلالاً غذائية ومستلزمات طبية وعلاجية إلى الأسر اللاجئة وتجهيز أحد الموانئ الجيبوتية لاستقبال اللاجئين. وأشار إلى «تسليم سلال غذائية ومياه شرب إلى ألفي أسرة يمنية موجودة في مخيم أبخ الجيبوتي» وإلى «توزيع 10 أطنان من المساعدات والأدوية على مستشفيات في هذا البلد».