متى كان الإجرام جهاداً؟ ومتى كان ترويع الآمنين بطولة؟ ومتى كان القاتل شهيداً؟ أضاعوا طريق الجهاد، فأضاعوا الحق، وساروا في طريق الضلال. قاموا بتشويه ملامح الأمن في حضن المملكة الدافئ، المنطقة الشرقية، واغتالوا طيبة قلوب ساكنيها، فأي كلمات ستُكتب؟ وكيف نجد كلمات مواساة لقلوب فقدت أغلى ما تملك في الحياة؟ خرجوا لأداء واجبهم الديني فلم يعودوا! أي وجع يمكن أن يصيب قلوباً عانت من هذا المصاب، وأي مبرر يمكننا أن نكتبه للتاريخ؟ لقد استهدفوا وطناً، وتركوا جراحه تنزف، ودموعه تذرف على أبنائه، فأي طائفية يذكرون، وأي أعذار يرددون؟! نحن مسلمون، نشهد أن لا إله إلا الله، وأعداؤنا هم مَنْ فقدوا الإنسانية وليس مَنْ قُتلوا، وهم ساجدون لله. نحن مسلمون نعتز بسلامنا مهما اختلفت مذاهبنا، ولكن هم أي دين يعتنقون؟! وإلى أي مذهب ينتمون؟! إسلامنا يتبرَّأ من أفعالهم. متى كان قتل الآمنين جهاداً؟! عذراً أيها المجاهد، لقد ضللت الطريق، فمَنْ تجاهد هنا؟! مَنْ تجاهد في بلد الحرمين؟! مَنْ تجاهد في بلد نبع منه الإسلام؟! هل تجاهد أبناء وطنك؟! هل تجاهد مَنْ سعوا إلى الصلاة في المساجد؟! هل تجاهد مَنْ نطق الشهادة؟! أنتم لا تُرهبون طائفة، أنتم تُرهبون وطناً، وديناً، تشعلون بأبناء هذا الوطن نار الفتن، التي نتمنى أن لا تزداد اشتعالاً، وأن يخمدها صوت العقل، فنارها لن تلتهم سوى أبناء وطنك إن كان قاتلاً أو مقتولاً، ظالماً أو مظلوماً، إرهابياً أو ساجداً لله. مهلاً يا مَنْ تدعي الجهاد، لماذا لا تتراجع عن نصرة أعداء «وطنك»، و«دينك»، وتغتال أمن وطنك. الحق بيِّنٌ، والضلال بيِّن، فما يحدث الآن بعيد عن الجهاد. اللهم احفظ هذا البلد آمناً.