اختلفت اللهجات وأصبحت الذائقة واحدة، أسمع من يهوى الفن المغربي وهو ذاته من يهوى سماع الشيلة السعودية، ومن يعمل على تقديم أعمال سعودية هو نفسه يتغنى بالألحان المغربية والعراقية واللبنانية والمصرية. قد لا نكون فعلياً اجتمعنا كعرب يدا بيد ولكننا على الأقل استطعنا أن نكون بذائقة فنية متقاربة. عندما فكرت في عنوان المقال كنت أعاني كثيرا في البحث عن كلمة تتناسب مع الأخرى لاختلاف اللهجات والمعاني. «المعلم» هي أغنية جديدة للفنان المغربي سعد لمجرد، التي استطاع من خلالها تثبيت أقدامه بشكل نهائي بما لا يدع مجالا للشك في الوسط الخليجي والمغربي خصوصا والعربي عموما، بكلمات بسيطة قد لا تكون ذات معاني أصلا، وإنما هي جمل شعبية يتحدث بها المغربيون والعرب أيضا، فالمصريون واللبنانيون والليبيون أيضا لهم من كلمات هذه الأغنية نصيب رغم شعبياتها البحتة. أما الشيلات فقد كانت في وقت من الأوقات نوعا من أنواع الفنون المحلية، الذي ينسب للبادية أو للفنون القبلية والشعبية كان مكتوما حتى أنه لا يتعدى حدود الخليج، حتى أصبح وبالصدفة فناً يتابعه العرب والغرب، وارتبط هذا الفن مع أحداث كثيرة محلية وخليجية ليصبح فنا مستقلا بحد ذاته. تغنى بالشيلات فنانون قائمون بذاتهم خليجيون وعرب، وقلدها أجانب وأوروبيون على صفحات التواصل الاجتماعية، إعلانا منهم باستقبال فن خليجي جديد. الخلاصة فيما كتبت أن الذائقة تتغير حسب الرائج، وكنا فيما مضى من الزمن لا نستطيع تقييم «الرائج» حتى نقيم أرقام البيع والشراء والتوزيع، أما الآن فقد أصبحت وسائل التواصل هي أساس التقييم، ولذا فإن تحديد العمل الفني وتقديمه للجمهور بات يعتمد على ما يريده الجمهور نفسه، بناء على ما يقيمه الفنان من ردود أفعال ومطالبات ونجاحات متتالية، لأعمال لم يتوقع لها النجاح أبدا.