التقى فنان الراي الجزائري الشاب بلال جمهوره في فندق الميلينيوم في أبو ظبي، في أول حفلة موسيقية له في الإمارات، ضمن برنامج جديد، يهدف إلى استضافة فنانين بارزين من دول المغرب العربي. واستهل بلال الأمسية بمقاطع موسيقية من تراث الراي الجزائري، منتقلاً إلى موسيقى الراي العصرية التي عمل كثيراً على تجديدها. ومن الأغاني التي قدّمها «سهيلة» و «ساراغوسا» و «كي ندير». ومن ألبوم «2009» قدم أغنية «الله كبير» التي حظيت بشعبية واسعة في المغرب والجزائر وتنطوي على دعوة إلى الأمل وجعل المرح غاية على رغم الصعاب. وتعد أغنية «يا شريكي» التي أشعلت حماسة الجمهور علامة فارقة في مشوار الشاب بلال الفني منذ 2007، وهي من أكثر الأغاني شعبية في دول المغرب العربي، وفيها يتغنى بروح الاستقلالية والثبات والقوة في مواجهة الويلات، في إطار حديث بين صديقين عما خبره أحدهما في الحياة ومعارجها المتناقضة. لم تشهد الموسيقى المغاربية، خصوصاً الراي، حضوراً كبيراً في ساحة الفنون في الإمارات، ودعي الشاب خالد مرات قليلة إلى مهرجانات محلية، وكانت الفكرة العامة أن الجمهور بمختلف جنسياته قد لا يستوعب هذا النوع من الموسيقى. وعلى خطى البحث عن المختلف، بدأت جهات عدة تخطط في الآونة الأخيرة لدعوة فناني الراي والإقبال على التعريف بالثقافة المغاربية في مهرجانات عدة كان آخرها مهرجان مراكش في أبو ظبي. ويقول مدير النشاطات في فندق الميلينيوم ميلاد أنور: «البحث عن الجديد في الإمارات سمة المكان، لذا لم نخطئ في دعوتنا الشاب بلال، فقد كان الحضور غفيراً، وشغل الجمهور من دول المغرب العربي 50 في المئة بينما شكل الإماراتيون 20 في المئة، والباقي كان الجمهور الغربي بأكثرية فرنسية. وأتوقع أن تزداد شعبية موسيقى الراي في الخليج حيث بدأ الناس هنا يعرفون أكثر عن العالم المغاربي الخلاب». وفي حديث إلى «الحياة» يقول الشاب بلال: «كنت أظن أن حاجز اللهجة المغاربية سيبقى قائماً، لكنني شعرت خلال حفلتي الأولى في الإمارات بأني في باريس، وكان الاختلاف الوحيد في الأزياء الخليجية، لكن الجو كان ذاته». وعن تأثر أغنياته بالأحداث في العالم العربي يؤكد بلال أنه لا يغني السياسة بل حكايات الناس ومواقفهم، ويقول: «تأثرت كثيراً بما يحصل في سورية، لكني لم أستطع فهمه. وأتمنى التقدم والتغيير للأفضل لكن من دون دماء، لذا أغني لكل فرد من الشعوب المظلومة، حيث موسيقى الراي تأخذني إلى العالم». ويرى بلال أنه باستثناء الشاب خالد، فدول المشرق العربي لا تعرف مطربي دول المغرب العربي. يضاف إلى ذلك الجهل بثقافة تلك البلدان وطبيعتها وحتى تاريخها الحقيقي. ويقول: «نحن لسنا معروفين لإخوتنا في المشرق، فلا قنوات توصلنا، وحتى الشاب خالد لم يكن ليصبح معروفاً بهذا الشكل لولا تعاقده مع «يونيفرسال» الفرنسية. قد تكون اللهجة المغاربية صعبة لأهل المشرق، لكن عليهم أن يحاولوا الاقتراب منا ليفهموها، كما أنا وغيري من أهل المغرب العربي الكبير نفهم لهجاتهم المختلفة من لبناني ومصري وخليجي وغيره». ويعتبر الشاب بلال الذي بدأ نجمه بالصعود عام 1998 من المجددين في الراي الجزائري، حيث ارتقى بمستوى الكلمات، وتميز عن غيره بالبساطة والكلمات القريبة من الشباب، إضافة إلى تعاونه مع المخرج الكبير لحنوش كمال والمنتج علي منتصر. ويقول: «الراي يعني «الرأي»، وهو ينفّس عن شعور الناس وما يواجههم في الحياة، وكان الراي يعتبر ممنوعاً في منزلي، فقررت أن أتجه إلى الغناء الشرقي أو الأندلسي أو حتى الشعبي، لكنني وقعت في غرام الراي وقررت ألا أستعمل كلمات دون المستوى، وهذا ما أحبه الناس في أغنياتي».