أصدر جمع من وجهاء ومشائخ وذوي هداء القديح بياناً أكدوا فيه على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من مكائد الإرهابيين ودسائسهم في بث الفرقة والفتنة بين ابناء الوطن الواحد، مؤكدين بأنه لا يستبعد من هذه الشرذمة الضالة أن تصعِّد جرائمها فتعمد إلى ما هو أخطر فتقوم بتنفيذ جرائم أخرى في مساجد أهلنا السنة، وتلصقها بالشيعة، كما فعلت في أكثر من مكان، وأكثر من مناسبة. وأكد البيان بأن الارهابيين يهدفون إلى تمزيق الأمة وتخريب البلد بجر أبنائها إلى الاحتراب فيما بينهم سنة وشيعة، فبعد أن فشلت كل حملات السب والشتم والقدح والتحريض، والتبديع والتكفير، سواء في المنابر، أو في الصحف المغرضة، أو القنوات الفضائية الحاقدة، ووسائل التواصل القذرة، في أن تنال من لحمة الإخاء المكين بين أبناء الوطن. وجاء في نص البيان : بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، وقال عز من قائل: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)، وقال جل شأنه:(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا). بقلوب مفعمةٍ بالرضا بقضاء الله وقدره، نرفع أكفَّنا بالدعاء إليه جل شأنه أن يتغمَّد شهداءنا برضوانه، وأن يسكنهم فسيح جنانه، ويربط على قلوب ذويهم بالصبر والسلوان، وأن يمن على المرضى بالشفاء العاجل. أيها الأخوة في الوطن ، نود أن نلفت النظر إلى أن المخططين للجريمة الآثمة التي استشهد فيها كوكبة من المؤمنين، وهم يؤدُّون الصلاة في مسجد الإمام علي رضي الله عنه، بالقديح، وقبلها جريمة الدالوة، ثم الحقوها بجريمتهم في مسجد الامام الحسين رضي الله عنه، بمدينة الدمام إنهم يهدفون إلى تمزيق الأمة وتخريب البلد بجر أبنائها إلى الاحتراب فيما بينهم سنة وشيعة. فبعد أن فشلت كل حملات السب والشتم والقدح والتحريض، والتبديع والتكفير، سواء في المنابر، أو في الصحف المغرضة، أو القنوات الفضائية الحاقدة ، ووسائل التواصل القذرة، في أن تنال من لحمة الإخاء المكين بين أبناء الوطن. لم يبق إلا أن انتقلت من دور الدس والتحريض إلى دور التنفيذ العملي لجرائم القتل واستباحة بيوت الله، ودماء المصلين فيها، عسى أن يتحقق ما تريد، في محاولة مفضوحة لإيقاع الشيعة في فخ الفتنة كي يتهموا إخوتهم السنة بارتكاب هذه الجرائم، فيحققون ما يصبون إليه ويخططون. لكن هذا الوطن بسنته وشيعته، بوعيهم لخطورة ما يحاك لهم، فوَّتوا عليهم الفرصة حتى الآن بحمد الله ومنِّه، وقد تجلى هذا الوعي بأبهى صوره في تقاطر الحشود الكبيرة والوفود الكثيرة إلى سرادق العزاء في القديح من مناطق المملكة كافة معزِّين ومواسين ومنددين بهذه الجريمة الشنعاء، ضاربين بذلك أروع الأمثلة على التضامن والتعاضد والإخاء. لكن، مع كل ذلك لا يستبعد من هذه الشرذمة الضالة أن تصعِّد جرائمها فتعمد إلى ما هو أخطر فتقوم بتنفيذ جرائم أخرى في مساجد أهلنا أهل السنة، وتلصقها بالشيعة، كما فعلت في أكثر من مكان، وأكثر من مناسبة. إننا بهذا ننبه إلى وجوب الحَيطة وتوخِّي الحذر. فالشيعة، بحمد الله، يستمدون سلوكهم وعلاقتهم بالأخر من هدي القرآن الكريم والرسول الاكرم صلي الله عليه وسلم، ومن منهج أئمتهم عليهم افضل الصلاة والسلام ، فهم يتبعون قوله تعالى:(ولا ترز وازرةٌ ورز أخرى)، وقوله عز وجل:(لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ)، وهم كذلك متخلقون بأخلاق أئمتهم، وهدْي أبيهم علي عليه السلام، صاحب القول الخالد:{الناس صنفان؛ إما أخٌ لك في الدين، أو شبيه لك في الخلق}، وهو قول مستمد من قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). فلذلك هم أبعد ما يكونون عن روح الثأر وفكر الانتقام. وهو ما نعتقده في إخواننا السنة كذلك، لكن هذا لا يمنع ضمائر القتلة ولا يردعهم عن أن يرتكبوا أي جرم تسمح لهم به ضلالاتهم وفكرهم المعتم. كما اننا نود ان نوضح للراي العام باننا في الوقت الذي تركنا البحث عن القاتل والممولين والمحرضين للدوله}، لا نطلبُ أحداً بثأر أو انتقام و نرفض أيَّ راية تستغل أسماء شهدائنا في إثارة البلبلة و الفتنة و ضعضعة النسيج الاجتماعي و الوطني، مدعيةً رد الحق لشهدائنا و النيل من أيِّ فئة، حتى لا ندع مجالاً لهذه الثلة الإرهابية المبغوضة باستغلال الموقف و الميل في جريمة أخرى على مكونٍ آخر من مكونات الوطن في محاولةٍ لإثارة و توجيه أصابع الاتهام للشيعة في محاولاتهم البائسة لإشعال نار الفتنة. إنما نؤمن بضرورة حفظ النظام الاجتماعي في الوطن، ومن الوارد جداً ان يرتكب الاعداء حماقة وينسبونها للشيعة . لذلك يجب التنبه والحذر من قوى الشر والظلام. وفى الله البشرية من شرور هؤلاء الأشرار، ورد كيدهم إلى نحورهم. وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين الموقعين على البيان: الشيخ عباس العنكي السيد شرف السعيدي الشيخ مهدي العوازم الشيخ محمد العبيدان عبدالهادي الزين عدنان العوامي جاسم المقيلي محمد طاهر ال السيد ناصر سعيد عبدالكريم العبيدان ابناء الشهيد السيد نبيل العلوي عبدالله ابراهيم الحصار جعفر محمد العيد ابناء الشهيد رضي العراجنة عائلة الشهيدين كمال ومحفوظ العلويات نوح الجارودي والد الشهيد محمد عبدالنبي عائلة الشهيد سعيد ال عبيد علي احمد ال غزوي عائلة الشهيد عبدالله القديحي احمد عبدالله المرزوق عائلة الشهيد علي جاسم درويش شهداء ال غزوي عائلة الشهيد حسين ال يتيم عائلة الشهيد موسى مرار ابن الشهيد محمد عفيريت محمد صالح الجنبي