خلال السنوات الخمس الماضية أتيحت لنا وسائل تواصل حديثة، وكثيرة، لنعبِّر من خلالها عن مواقفنا، التي نتشارك فيها مع الآخرين من خلال الحدث، أو الصورة، وبشكل سريع. ولكي نكون خير مرسال للحب، والسلام، والإنسانية من خلال هذه الوسائل، يجب أن يكون تعبيرنا من خلالها بعيداً عن العصبيات، والنعرات التي تسكن في بعضنا، ولكن مع الأسف هناك عديد من الحسابات في «تويتر» تجد فيها مَنْ «ينعق» بالشر بحجة التغريد والتعبير عن الرأي. – «لا لطائفية» ونحن نسبح في محيطها. – «لا للفتن» ونحن نؤججها من خلال أفكارنا التي نعبّر عنها بالأفعال والأقوال. – «لا للتحريض» ضد الدولة، وضد ولاة أمرنا، ونحن نملك «دواعش» متغلغلين بيننا بحجة الأفضلية، وأنهم على حق، وما هم إلا مكفِّرون وإقصائيون!. طالما أن ساحة التعبير تحوّلت إلى مسرح هزلي، يختلط فيه الغث والسمين، الحكيم والسفيه، فلا حاجة لنا بالعلماء، والفقهاء، والمفكرين، والأدباء! لماذا ندعو للعلم، والنصيب الأكبر للجهلة والمغفلين؟! كثيرون ممَّن يمتلكون شريحة كبيرة من المتابعين، نجدهم يستغلون ذلك للترويج لأفكارهم، التي تدس السم في العسل، والأغرب من ذلك ألا نجد أحداً يخالفهم الرأي، أو يناقشهم بعقلانية، فهل إلى هذا الحد وصل حال غسل الأدمغة لدينا؟! بحجة الدين، والدفاع عن أمن الوطن، ظهر لنا كثير من الأشخاص غير الوطنيين، وغير المتدينين، يطالبون، ويحللون حال الإسلام بأنه غريب، وأنهم مسلمون، يبحثون عن السلام. فوضى فكرية عارمة تحتل وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنال الحصانة بحجة الحرية الفكرية، والتعبير عن الرأي. لابد لوزارة الثقافة والإعلام أن تنظر في حال هؤلاء، لأنهم بلا شك خطر يهدد فكر الجميع، وحتى لا يصل بنا الأمر إلى تنفيذ تلك الأفكار على أرض الواقع، فنرى حصادها المدمِّر لكل شيء. الحكومة دائماً تسعى إلى الحفاظ على أمننا، وعلى أمن «أدمغة أبنائنا» المغرر بهم، وذلك فيما هي تختص به، وتسيطر عليه، وهي تؤدي دورها تجاه الوطن، ولكن أنت أيها المغرد المتنقل بهاتفك من حسابٍ معادٍ إلى آخر يهاجم أمن وطنك، هل أديت دورك بصفتك مواطناً في ردع المعتدين، وإطفاء شرار الفتن، التي إن تبعتها فستكون أول المتضررين منها.