عبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر عن «صدمته» للطريقة التي استهدف بها القضاء الأمريكي المنظمة الرياضية العالمية، وندد بما اعتبره حملة «كراهية» ضده من قبل مسؤولي كرة القدم الأوربيين. وفي مقابلة مع التليفزيون السويسري قال بلاتر إنه يشتبه في إن اعتقال سبعة من كبار مسؤولي فيفا الأربعاء الماضي في زيوريخ بموجب مذكرة توقيف أمريكية لمكافحة الفساد كان محاولة «للتدخل في أعمال مؤتمر الاتحاد الدولي» الذي أعاد انتخابه لولاية خامسة متتالية أمس الأول. وفاز بلاتر برئاسة الفيفا بعد انسحاب الأمير الأردني علي بن الحسين قبل الجولة الثانية من التصويت. وحصل بلاتر على 133 صوتاً مقابل 73 للأمير علي في الجولة الأولى. وفي الوقت الذي أشار فيه مسؤولون أمريكيون إلى إمكان توجيه إدانات جديدة ضمن التحقيق، علق بلاتر بالقول إن هناك حملة متعمدة ضد فيفا شملت القيام بعمليات توقيف قبل يومين فقط على التصويت. وقال بلاتر لقناة آر تي إس السويسرية: «هناك مؤشرات لا تكذب، الأمريكيون كانوا مرشحين لمونديال 2022 وخسروا». وأضاف «لست متأكداً لكن الأمور غير مطمئنة». وحتى الآن وجه القضاء الأمريكي اتهامات إلى 14 شخصاً من بينهم 7 في زيوريخ في قضية رشاوى بقيمة 150 مليون دولار. وعبر ريتشارد ويبر رئيس وحدة التحقيق الجنائي لدى هيئة الضرائب الأمريكية، عن ثقته في «توجيه اتهامات أخرى». ورد بلاتر على الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوربي الذي طالبه بالتنحي قائلاً: «الكراهية لا تأتي فقط من شخص في الاتحاد الأوربي بل من منظمة الاتحاد الأوربي التي لم تتقبل أني أصبحت رئيساً لفيفا في 1998 (فاز في الانتخابات على السويدي لينارت يوهانسون رئيس الاتحاد الأوربي آنذاك)». وعما إذا كان يسامح بلاتيني لمطالباته المتكررة بالاستقالة، قال بلاتر: «أسامح الجميع لكن لا أنسى». وأضاف: «لا يمكننا العيش من دون الاتحاد الأوربي، ولا يمكن للاتحاد الأوربي العيش من دوننا». وختم بلاتر (79 عاماً) بالقول إنه لن يترشح لولاية سادسة في عام 2019. وتقدم الأمير علي بالشكر للذين «تحلوا بالشجاعة الكافية» للتصويت له، قبل أن يتنحى. وأعرب عدد من مسؤولي كرة القدم الأوربيين عن قلقهم بعد إعادة انتخاب بلاتر وألمحوا إلى إمكان اتخاذ إجراءات ضد فيفا. وأعلن رئيس الاتحاد البريطاني لكرة القدم غريغ دايك أن بريطانيا ستكون مستعدة لدعم مقاطعة أوربية للمونديال. كما أشار ديفيد جيل ممثل بريطانيا في اللجنة التنفيذية إلى أنه يرفض تولي أي منصب نائب رئيس فيفا بعد إعادة انتخاب بلاتر. من جهته، صرح بلاتيني: «أنا فخور لأن الاتحاد الأوربي دافع ودعم تحركا من أجل التغيير في فيفا. وهو تغيير حاسم برأيي إذا أرادت هذه المنظمة استعادة مصداقيتها». كما أضاف أن الاتحاد الأوربي سيتباحث في اتخاذ إجراءات ضد فيفا في السادس من يونيو. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن تأييده للدعوات من أجل استقالة بلاتر، بينما أشار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى أن المنظمات الرياضية العالمية «فوق أي شبهات». في المقابل، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «بحرفية» بلاتر وهنأه على إعادة انتخابه، مبدياً «استعداد روسيا للتعاون مع فيفا خصوصا فيما يتعلق بالتحضيرات لمونديال 2018» التي تستضيفها بلاده. وشن القضاء الأمريكي عبر نظيره السويسري حملة اعتقالات الأربعاء طالت أبرز أركان الاتحاد الدولي بتهم فساد وابتزاز واحتيال وتبييض أموال، فاعتقل سبعة واتهم آخرون، فيما فتح القضاء السويسري تحقيقاً بشأن فساد طال ملفي ترشح روسيا وقطر لاستضافة مونديالي 2018 و2022.