اعلن متحدث باسم الأممالمتحدة أمس الخميس أن المنظمة الدولية تعيد النظر في شراكتها مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي تهزه فضيحة فساد كبيرة. من جهته اعتبر رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالماني توماس باخ انه يتعين على الاتحاد الدولي اظهار كل الحقيقة في ما يتعلق بفضيحة الفساد. الفهد: ابن الحسين قال لي إن هناك حدثاً سيجري قبل الانتخابات وقال: "كفاحكم يشكل تحديا كبيرا، لكننا ندرك ايضا ان لا طريقة اخرى لضمان المصداقية. نحن نشجعكم على المضي في تعاونكم مع السلطات المختصة لاظهار كل الحقيقة في ما يتعلق بقضية الفساد واتخاذ جميع الاجراءات الضرورية، انها اوقات صعبة للفيفا لكنها في غاية الاهمية واتمنى اياما اكثر سعادة لكرة القدم". وحذر رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر من ان "اخبارا سيئة اخرى مقبلة" بعد الفضيحة التي هزت عرش المنظمة العالمية وذلك في كلمته الافتتاحية خلال كونغرس الفيفا اليوم الخميس في زوريخ. وقال بلاتر "انها اوقات صعبة وغير مسبوقة في تاريخ الفيفا، لا شك بان الاحداث القت بظلالها على كرة القدم وعلى كونغرس الفيفا". واعتبر بلاتر ان "المتهمين جلبوا العار والذل الى كرة القدم وهذا الامر يتطلب اتخاذ قرارات من قبلنا لاننا لا نستطيع ان نسمح بتلطيخ سمعة كرة القدم وفيفا اكثر واكثر"، يجب ان يتوقف هذا الامر هنا والآن". واضاف "اعرف جيدا بان اشخاصاً كثراً يعتبرون بانني المسؤول الاول عن سمعة مجتمع كرة القدم العالمي اكان الامر يتعلق بمنح شرف استضافة كأس العالم او فضحية فساد، لكني لا استطيع مراقبة الجميع". واوضح "عندما يرتكب بعض الاشخاص الاخطاء فهم يحاولون اخفاءها، لكن في النهاية فانا اتحمل مسؤولية تجاه سمعتنا وحسن ادارة منظمتنا ومن واجبي ايجاد الحل المناسب والمضي قدما". واضاف "سنتعاون سويا من اجل اكتشاف هؤلاء المخالفين وانزال العقوبات بهم، فلا مجال للفساد في منظمتنا". وتابع "الاشهر المقبلة لن تكون سهلة للفيفا، وانا واثق من اخبار سيئة اخرى مقبلة، لكن من المهم جدا ان نعيد الثقة الى منظمتنا". من جهة أخرى أصبح انتخاب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المقرر اليوم (الجمعة) في الكونغرس ال65 ويتنافس على هذا المنصب الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر والاردني الأمير علي بن الحسين، بالمادة 27 من انظمة (الفيفا) والقانون الانتخابي الذي ينص على انتخاب الرئيس من قبل الكونغرس لفترة اربعة اعوام، ويتم بالاقتراع السري ولكي يتم انتخابه من الدورة الاولى، على المرشح ان يحصل على ثلثي اصوات المقترعين الموجودين ولهم الحق بالتصويت وفي في الدورة الثانية والدورات اللاحقة المحتملة، الاغلبية المطلقة اي ان نسبة اكثر من 50 بالمئة من الاصوات الصالحة تكفي وتتألف الهيئة الناخبة م 209 اتحادات وطنية (جبل طارق عضو معترف به من قبل الاتحاد الاوروبي ولا يعترف به الفيفا ولاتنص انظمة الفيفا على تحديد سن الترشيح ولا عدد ولايات الرئيس. ويبدو الرئيس الحالي للاتحاد الدولي جوزيف بلاتر في عين العاصفة بعد انتقادات لاذعة وهجمات عنيفة تعرض لها في اليومين الاخيرين من مسؤولين رياضيين وسياسيين ومن الصحف العالمية. وارتفعت اصوات من كل حدب وصوب ضد السويسري الساعي الى ولاية خامسة على رأس (الفيفا) بعد الكشف عن اجراءات قضائية ضد تسع من المسؤولين في المنظمة العالمية التي يرأسها من قبل السلطات القضائية الاميركية والسويسرية على حد سواء قبل اعتقال هؤلاء ودهم مقر (الفيفا). ولم يتردد رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشال بلاتيني بمطالبة بلاتر ب"الاستقالة" خلال اجتماع لرؤساء الاتحادات القارية قبيل ساعات من انطلاق الكونغرس. وقال بلاتيني للصحافة "طالبته بالاستقالة. كفى، كفى. لقد اصغى الي بلاتر لكنه قال ان الوقت متأخر"، داعيا الى انتخاب الامير علي بن الحسين. واعتبر بلاتيني ان "اغلبية كبيرة من الاتحادات الوطنية الاوروبية ستصوت للامير علي ودعا الاتحادات الاخرى للتصويت له"، معربا عن اعتقاده "انه بالامكان هزيمة بلاتر". واوضح "تغيير الرئيس هي الطريقة الوحيدة لتغيير الفيفا". وقال فان براغ "اذا قررنا المقاطعة، سيتم انتخاب بلاتر رئيسا ونحن نرغب في تفادي ذلك بأي ثمن. الامير علي سيحظى على ما أعتقد بدعم كبير جدا من الاتحاد الاوروبي". ولم يشأ الاتحاد الاوروبي مقاطعة الكونغرس ايضا بسبب الخلاف الناشب بين فلسطين واسرائيل، لأن الاخيرة في حاجة الى دعم الاتحاد القاري لها كي تتحاشى الطرد من المنظمة العالمية. وقال بلاتيني "قبل احداث الاسبوع الحالي، قد يكون ذلك غير ممكن (هزيمة بلاتر)، لكن الان مع كل ما حصل، أعتقد انه بالامكان هزيمته". واعلن الاتحاد الاسترالي انه سيصوت للأمير علي. في المقابل، جدد الاتحاد الافريقي دعمه لبلاتر معللا قراره "بالاجراءات التي اتخذت في الاعوام الاخيرة في فيفا لتحسين الحوكمة". الجدير ذكره أن 209 اتحادات ستشارك في انتخاب الرئيس موزعة على اوروبا التي تضم 54 عضوا لكن جبل طارق لا تستطيع التصويت لان الفيفا لم يعترف بها رسميا، واسيا 46، والكونكاكاف 35، واوقيانيا 11، واميركا الجنوبية (عشر) وافريقيا 54. وهدد البريطاني ديفيد جيل الذي انتخبه الاتحاد الاوروبي لشغل منصب احد نواب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بمقاطعة اللجنة التنفيذية اعتبارا من السبت في حال اعادة انتخاب السويسري جوزيف بلاتر لولاية خامسة. وعلق رئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براغ الذي انسحب مع النجم البرتغالي السابق لويس فيغو من السباق لصالح الاردني الامير علي بن الحسين، "ديفيد جيل رجل احترمه بشكل كبير. اريد ان ارى هذا النوع من الشجاعة". وخفف رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لو غراييه من زخم تصريح المسؤول البريطاني، واكد "لقد قال انه سيترك مقعده شاغرا في اللجنة التنفيذية اذا انتخب بلاتر الجمعة رئيسا، لكن هذه امور تقال احيانا قبل اي انتخاب، لنتريث قليلا". وحمل الشيخ العضو المنتخب حديثا في الاتحاد الدولي لكرة القدم احمد الفهد الصباح امس الخميس على الولاياتالمتحدة ورفض الدعوات لتأجيل انتخابات الرئاسة وقال"نحن مع قرار الاتحاد الاسيوي برفض تأجيل انتخابات رئاسة الفيفا، فأي تأجيل للانتخابات يحتاج الى ثلاثة ارباع اصوات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي، اي الى 139 صوتا، وهو امر غير متوفر حاليا". واضاف الشيخ احمد الفهد "نحن ضد كل اشكال الفساد وندعم اي اجراءات لمكافحته شرط ان تجري حسب الاصول"، مشيرا الى انه "لا يمكن اتهام احد حاليا حتى انتهاء التحقيقات". وابدى استغرابه من توقيت التوقيفات التي حصلت مؤكدا "لماذا تمت هذه الاحداث امس قبل كونغرس الفيفا وانتخابات الرئاسة وليس قبل اسابيع قليلة خصوصا ان نفس الاشخاص كانوا موجودين في فلوريدا (حيث مقر اتحاد الكونكاكاف) واماكن اخرى". وتحدث ايضا عن اثارة ملفي مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر مجددا قائلا "احب ان اذكر انه في كأس العالم عام 1994 التي فازت باستضافتها الولاياتالمتحدة على المغرب بنتيجة 10-7، لم يتكلم احد ان هناك شبهات فساد، وجميع القارات احترمت النتيجة والتزمت الصمت". وتساءل "لو فازت انكلترا باستضافة مونديال 2018 بدلا من روسيا، والولاياتالمتحدة بمونديال 2022 بدلا من قطر، هل كنا سنرى نفس المشهد الحالي ضد روسياوقطر؟". وعما اذا كانت التحقيقات ستؤدي الى اعادة التصويت باستضافة البطولتين المذكورتين اكد الفهد "من الصعب جدا ان يعاد التصويت لاستضافة مونديالي 2018 و2022 لان روسياوقطر قامتا بالكثير حتى الآن على صعيد البنية التحتية للاستضافة". وعقب في هذا الموضوع قائلا "لكن نظريا، لو اعيد التصويت ستفوز روسياوقطر مجددا لان الاتحادات الوطنية تثق بقدراتهما". كما ذكر بالفضيحة التي رافقت استضافة الولاياتالمتحدة لدورة الالعاب الاولمبية الشتوية عام 1998 قائلا "الكل يعرف قضية سولت لايك سيتي وما رافقها، فلماذا لم تكن هناك نفس الاجراءات الاميركية الحاصلة الان؟". وكشف الشيخ احمد الفهد عما قاله له الامير علي بن الحسين في نوفمبر الماضي "قال لي الامير علي على هامش جوائز الاتحاد الاسيوي في الفيليبين ان هناك حدثا سيجري قبل انتخابات الفيفا من قبل ال"اف بي آي"، ولكنني لم آخذ الامر على محمل الجد".