أُطلق اسم جديد أمس على عملية يقودها مقاتلون شيعة لطرد تنظيم «داعش» من محافظة الأنبار بغرب العراق بعد انتقادات بأن المسمى الأول الذي اختير طائفي على نحو فج. تأتي الخطوة استجابة لمخاوف بأن اعتماد العراق على المقاتلين الشيعة لهزيمة مسلحي التنظيم المتشدد بدلا من جنود الجيش الوطني العراقي المبعثرين الذين تراجعت روحهم المعنوية قد يؤدي إلى نفورالعراقيين السنة وتفاقم الانقسامات الطائفية في المنطقة. وقالت الولاياتالمتحدة إن الاسم الذي أطلقه المقاتلون على عملية استعادة الأنبار «غير مفيد». وكان الاسم هو «لبيك يا حسين». وأثار الاسم شكاوى عراقيين في المحافظة. وقال سلام أحمد (41 عاما) وهو أحد السكان العاطلين «إنه طائفي إلى حد بعيد. لم يعد لدينا ثقة فيهم (القوات الشيعية). لديهم أجندة أجنبية وإيرانية». وذكر التليفزيون الرسمي أن المقاتلين غيروا اسم العملية أمس إلى «لبيك يا عراق». وقال كريم النوري وهو متحدث باسم مقاتلي الحشد الشعبي إن الاسمين لهما نفس المعنى. من جهته اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أن التهيئة والاستعداد لمعركة الأنبار «لم تكن على المستوى المطلوب»، مشددا على ضرورة أن يلعب المقاتلون السنة دورا رئيسا في مواجهة الجهاديين. وقال الجبوري «أعلنت ساعة الصفر، كان ينبغي أن تكون هناك تهيئة أفضل لهذه المعركة المهمة خصوصا أن الأنبار تمثل قلعة، واذا تم الانتصار فيها على «داعش»، فان ذلك سيهيئ لمعركة أكبر تتمثل في تحرير نينوى المحافظة الواقعة شمال العراق والتي سقطت في أيدي الجهاديين السنة الماضية». وأضاف الجبوري «لكن تبين بعد حين، أن مقدار التهيئة والاستعداد لم يكونا في المستوى المطلوب». وتابع «وزاد في الأمر أكثر طبيعة الخلافات الموجودة في بعض القضايا التي نعتبرها مهمة بما يتعلق بوحدة القيادة ودور العشائر وإسنادها وكذلك دور القوات العسكرية، أثر ذلك على المعنويات». ورأى الجبوري أن العشائر تحتاج إلى إسناد ودعم بالسلاح وهذا لم يتحقق قائلا «هذه النقاط يجب التركيز عليها في معركتنا مع داعش التي توصف بأنها من المكون السني». وأضاف أن «الذي يواجهها يجب أن يكون من المكون السني بعد أن يدعم، لا أن يكون تابعا في مواجهته لها، أعتقد أن هذه قضية عسكرية وأمنية أساسية في عملية التحرير». وظل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مترددا في إرسال مقاتلين شيعة تدعمهم إيران إلى الأنبار خوفا من أن يؤدي ذلك إلى رد فعل طائفي من الأغلبية السنية في الأنبار. لكنه اضطر إلى إرسال آلاف المقاتلين الشيعة إلى المحافظة بعد اجتياح «داعش» لمدينة الرمادي عاصمة الأنبار يوم 17 مايو في أكبر انتكاسة لحكومته منذ قرابة عام. ووصل ألفان آخران من المقاتلين إلى قاعدة الحبانية إلى الشرق من الرمادي أمس فيما زرع المتشددون ألغاما أرضية على المشارف الشرقية والجنوبية للمدينة. وينتشر المقاتلون وعدد أقل من أفراد قوات الأمن على مسافة ستة كيلومترات عن المشارف الجنوبية للمدينة ومسافة نحو 11 كيلومترا إلى الشرق منها. ولم يتضح موعد بدء الهجوم على الرمادي. ويحاول مقاتلو التنظيم المتشدد تعزيز مكاسبهم في باقي محافظة الأنبار قبل بدء العملية العسكرية. وقال مقاتلو العشائر إن عدة مناوشات صغيرة وقعت أمس. ونصب متشددون كمينا لقافلة تابعة للشرطة ومقاتلي العشائر إلى الشرق من الرمادي فقتلوا ستة منهم. واندلعت اشتباكات بين مقاتلين موالين للحكومة العراقية من عشيرة الجغايفة ومسلحي تنظيم «داعش» إلى الشمال الغربي من الرمادي. وعند سد حديثة القريب أطلق المتشددون أربعة صواريخ جراد على مركز قيادة مهم تابع للجيش. وسيطر مسلحو التنظيم أيضا على قرية صغيرة قرب بلدة الكرمة التي تقع على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشمال الغربي من بغداد بعدما نصبوا كمينا لقافلة عسكرية فقتلوا ثمانية جنود.