أكد جيش جنوب السودان أمس أنه استعاد السيطرة التامة على مدينة ملكال الاستراتيجية عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية (شمال شرق) التي تتعرض لهجوم من المتمردين منذ منتصف مايو. وقال المتحدث باسم الجيش فيليب أجوير للصحافيين من العاصمة جوبا إن القوات الحكومية تسيطر سيطرة تامة على ملكال منذ صباح أمس. وأكد أنه «تم القضاء كليا على قوات العدو». ولم يصدر أي رد فعل على الفور من القوات المتمردة. وهجوم المتمردين على ملكال قبل 10 أيام جاء بعد عملية شنتها القوات الموالية للرئيس سلفا كير في نهاية إبريل في المنطقة. والسيطرة على ولاية أعالي النيل التي تشهد معارك تعد الأكثر ضراوة منذ اندلاع حرب أهلية في جنوب السودان في ديسمبر 2013 مسألة استراتيجية، لأن آبار النفط فيها هي الأخيرة التي لا تزال تعمل في البلاد وتعتبر أساسية لاستمرارية الاقتصاد الوطني الذي بات على شفير الهاوية. وتنقلت السيطرة على مدينة ملكال من طرف إلى آخر مرارا منذ اندلاع الحرب في جنوب السودان ودمر القسم الكبير منها في المعارك السابقة. وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزح أكثر من مليونين جراء النزاع الذي يقسم منذ 17 شهرا هذا البلد الذي نال استقلاله عن السودان في 2011. وكانت المعارك اندلعت في ديسمبر 2013 في العاصمة جوبا بين فصيلين من الجيش على خلفية خصومة بين سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار ثم اتسعت إلى معظم مناطق البلاد. وهجوم القوات الحكومية الذي بدأ في نهاية إبريل هو الأهم في أشهر الحرب ال 17 ويطال خصوصا ولاية الوحدة (شمال) المتنازع عليها. وتعرضت خلاله نساء وفتيات للاغتصاب، وأُحرقت مدن وقرى ونُهبت المساعدات الإنسانية وفقا للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية.