قاطعت المعارضة في بوروندي محادثات السلام مع الحكومة أمس احتجاجاً على مقتل زعيم معارض على الرغم من دعوات الأممالمتحدة للحوار لإنهاء الاحتجاجات وأعمال العنف المستمرة منذ شهر في البلاد. وقالت جماعات حقوقية إن عشرين شخصاً على الأقل قتلوا منذ اندلعت الاحتجاجات في 26 إبريل بعد يوم من إعلان الرئيس بيير نكورونزيزا أنه سيسعى للترشح لولاية رئاسية ثالثة.وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وآخرون بمقتل زيدي فيروزي زعيم حزب الاتحاد من أجل السلام والتنمية المعارض بأيدي مسلحين مجهولين. وكان فيروزي يعارض مسعى الرئيس بيير نكورونزيز خوض الانتخابات الرئاسية لفترة ثالثة.وقال المتحدث باسم الرئاسة جيرفايس اباييهو إن بعض جماعات المعارضة وجماعات المجتمع المدني بدأت الانسحاب من المحادثات الأحد، ثم انسحبت البقية أمس احتجاجاً على اغتيال فيروزي. وقال اباييهو «لا تزال الحكومة مستعدة للمحادثات وتأمل الحكومة أن تستجيب (المعارضة) لدعوة المجتمع الدولي إلى استئناف المحادثات حتى يتسنى التوصل إلى حل دائم للأزمة الراهنة».وقال ناشط شارك في المحادثات إن المعارضة تريد من الحكومة السماح بالاحتجاجات السلمية، وأن توقف الشرطة قتل المتظاهرين والإفراج عن المحتجين المعتقلين، مشيراً إلى أنه من الممكن استئناف المحادثات إذا تحققت هذه الشروط.وقال بيير كلافير مبونيمبا رئيس جمعية حماية حقوق الإنسان والمحتجزين «ما زالت الشرطة تطلق النار على المحتجين، والمحتجون المعتقلون مازالوا في السجن».وأثارت الاحتجاجات أكبر أزمة سياسية في بوروندي منذ نهاية الحرب الأهلية، التي اندلعت على أسس عرقية عام 2005. ويخشى دبلوماسيون أن يؤدي استمرار الأزمة بلا حل الى موجة أخرى من أعمال العنف بين الهوتو والتوتسي.ونتيجة الاضطرابات الحالية فر أكثر من 110 آلاف من بوروندي إلى رواندا وتنزانيا وجمهورية الكونجو الديمقراطية خشية امتداد العنف إلى خارج العاصمة بوجومبورا. وقال مصور في منطقة سيبيتوكي المضطربة في العاصمة إن ما بين 200 و300 محتج رشقوا الشرطة بالحجارة لكنهم تفرقوا حين أطلقت الشرطة أعيرة تحذيرية فوق رؤوسهم. وفي وقت سابق أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين. وكانت الحكومة قد وصفت الاحتجاجات بأنها «تمرد»، وربطت بينها وبين محاولة انقلاب فاشلة قام بها بعض ضباط الجيش في وقت سابق من الشهر الحالي.