يعرض فيلم ثقافي تجارب بسيطة قام بتطبيقها باحثون تربويون على مجموعة من الأطفال كشفت كثيراً من السلوكات التي تفسر تصرفاتهم عندما يكبرون.. وكما يقول الفيلم إن الإنسان لا يتحلى بالأخلاق عند ولادته، ومن خلال تجربة قامت بها سيدة عندما أسقطت عبوة عصير من فوق صينية كانت تحملها سارع الطفل إلى التقاطها وإعادتها إلى مكانها دون أن تطلب منه السيدة المساعدة، وهي أول مؤشرات حب الخير وتقديم العون من الإنسان لأخيه الإنسان، ثم كانت هناك تجربة أخرى عندما تم تقسيم عدد من الأطفال إلى ثلاث مجموعات ليُعرَض على كل مجموعة منهم فيلم مختلف عن الأخرى؛ فشاهدت المجموعة الأولى رجلاً يضرب دمية ويعنفها، وشاهدت المجموعة الثانية مشهداً لرجل يحضن دمية ويلعب معها، وشاهدت الثالثة رجلاً لا يبدي أي اهتمام بالدمية. ثم أدخلت المجموعة الأولى إلى الغرفة التي فيها الدمية لتقوم بتقليد الرجل لتضرب الدمية، وأدخلت المجموعة الثانية التي قامت بحضن الدمية تقليداً للرجل ولم تسئ لها رغم وجود سكين في الغرفة، ولم تقم المجموعة الثالثة بأي شيء تقليداً للمشهد الثالث. كذلك تمت تجربة أخرى وهي عرض فيلم عن دائرة تصعد سلماً يساعدها مثلث ويعيد دحرجتها مربع شرير كلما صعدت، وبعد ذلك عرض المثلث والمربع على الأطفال فلم يأخذوا المربع الشرير بل المثلث الخيِّر، وتجربة أخرى وهي عرض لقطة لكأس عصير في التلفزيون كان الأطفال يخافون سقوطه.. وكما أوضح الباحث أن الأطفال يعتبرون كل ما يعرض في وسائل الإعلام حقيقة، فهم يتأثرون بذلك ويتفاعلون معه. الفيلم يؤكد أن سلوك الأطفال ليس سوى نتاج لسلوك من عاشوا وتربوا معهم.. إنها البرمجة التي يتلقاها الأطفال منذ السن المبكرة من الأسرة والمدرسة والأقران ووسائل الإعلام.. في مجتمعنا قصص كثيرة عن العنف الأسري بأنواعه، وفي الشارع والمدرسة وإرهاب الشوارع والتطرف، ومنذ أيام نشرت صحف محلية صورة لم نعتد عليها لرئيس أحد الأندية الرياضية وقد أحيط بحراس مفتولي العضلات في إشارة إلى احتمال وجود عنف ما. كل ما أريد أن أصل إليه: أين ذهبت تلك الدراسات التي درست كل أسباب العنف؟ ولماذا لم تكن هناك معالجة لتلك الأسباب؟ فالدراسات لم توجد فقط للحصول على الشهادات الدراسية، بل لكي تطبق وتساهم في تصحيح أوضاع تهدد سلامة المجتمع بدءاً بالأسرة وانتهاءً بالوطن..