فيما وصف نائب رئيس الوزراء العراقي، صالح المطلك، انسحاب الجيش من مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، ب «المخجل»، دعا المرجع الشيعي الأعلى في البلاد، علي السيستاني، إلى وضع خطة لتطهير المحافظات من متشددي «داعش» بعدما وسَّعوا سيطرتهم. واعتبر السيستاني، في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابةً عنه الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، أن «التركيز كان على الدفاع أكثر من الهجوم، وهو ما يجعل اليد العليا للتنظيم»، مشدِّداً على وجوب أن تكون المبادرة في يد القوات المسلحة والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر. ولم يذكر الرمادي صراحةً، لكنه أشار إليها ضمناً، ونبَّه إلى حتمية وضع خطة دقيقة وحكيمة من قِبَل شخصيات وطنية ومحترفة لحل القضايا الأمنية والعسكرية والبدء في تطهير أراضي الدولة من جميع الإرهابيين. وفي محاولة لاستعادة السيطرة على الرمادي؛ استعان رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بمقاتلي الحشد الشعبي (مسلحون غير نظاميين) ما أثار مخاوف من تأجيج التوتر في المدينة. وكان السيستاني دعا في الصيف الماضي إلى حمل السلاح ضد «داعش» بعد سيطرته على مدينة الموصل (شمال)، واستجابه له آلاف المتطوعين ليشكِّلوا فيما بعد ما بات يُعرَف بالحشد الشعبي. وفي مطلع إبريل الماضي؛ عاون مسلحو الحشد القوات النظامية لاسترداد مدينة تكريت (180 كليومتراً شمال بغداد) من أيدي التنظيم، لكنهم اتُهِموا لاحقاً بتنفيذ عمليات سلب ونهب واسعة وبالتبعية للنظام الإيراني. إلى ذلك؛ ندد نائب رئيس الوزراء بانسحاب القوات «المخجل» من الرمادي ما أدى إلى سيطرة المتطرفين عليها. وقال صالح المطلك، في تصريحات على هامش مشاركته أمس في المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن، إنه «لا يمكن أن نتخيل أن قوات مدربة لأكثر من عشر سنوات، وهي قوات النخبة الذهبية بالنسبة للجيش، تنسحب بهذه الطريقة المخجلة وتترك أبناء المنطقة العزَّل يواجهون الإرهاب الذي قتل المئات منهم». وحمَّل الجيش «المسؤولية الكبرى في هذا الموضوع»، ودعا الحكومة إلى محاسبة القادة العسكريين «الذين تخاذلوا في هذه اللحظات الصعبة». لكنه أقرَّ بوجود إشكالات سياسية، وقال «لا يمكن للحل العسكري وحده أن يُجدي نفعاً دون حل الإشكالات السياسية، فالغارات الجوية وحدها لا تنفع». في الوقت نفسه؛ انتقد المطلك ما سمّاه «غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع داعش لا على مستوى قُطري ولا على مستوى دولي»، متهماً واشنطن بعدم امتلاك استراتيجية واضحة حول كيفية التعامل مع التنظيم في العراق». وأعرب عن أمله في خروج اجتماع التحالف الدولي ضد الإرهاب، المقرر عقده في باريس الشهر المقبل، ب»استراتيجية واضحة وضربات مكثفة حقيقية تحجِّم الإرهاب وتنهيه». وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت أنها بصدد إعادة النظر في استراتيجيتها المعتمدة منذ أشهر ضد تنظيم الدولة، ودعت إلى تعزيز دور العشائر العراقية السنية وتسليحها لتواجهه. ورأى المطلك أن «هذا الحل بات متأخراً ولو أنه ضروري، فتسليح العشائر بعد سيطرة المتطرفين ربما لا يُجدي نفعاً، كما كان سيفعل قبل شهرين أو سنة». وتستضيف باريس اجتماع التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في ال 2 من يونيو المقبل، ويشارك فيه خصوصاً وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ورئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي.