أكد المتحدث باسم وزارة الشؤون الاجتماعية خالد الثبيتي أنه تم إيقاف إعانة مرضى البهاق (833) ريالاً شهرياً بعد إعادة هيكلة وتصنيف الإعاقات في الوزارة. وقال «إن البهاق مرض لا يعيق عن العمل ويوجد عديد من الموظفين المصابين يؤدون أعمالهم بامتياز»، وأشار إلى أن صرفها في وقت سابق لا يعني أنها حق مكتسب فقد قضت الدراسات الأخيرة التي أجريت أن البهاق ليس من الأمراض المعيقة للعمل. وأكد المتحدث باسم صحة المنطقة الشرقية أسعد سعود أن علاج البهاق متوافر في المستشفيات الحكومية بالمجان وفي المراكز التابعة لها بالمملكة، ويتوافر العلاج بالمنطقة الشرقية في مجمع الدمام الطبي، موضحاً أن العلاج يكون عن طريق جلسات الليزر وكريمات، وأنها تسهم في التخفيف من حدة المرض بدرجة تفوق 60%. من جهته، أكد المدير التنفيذي لجمعية البهاق مسفر القحطاني أن عدد المصابين في المملكة حوالي نصف مليون. وقال «إن الجمعية لا تكفل العلاج ولكن تخاطب المراكز الخاصة لأجل الحصول على تخفيض يصل إلى 40%، وأن الخدمات العلاجية المتاحة حالياً تقدم لها 270 ويبلغ عدد المستفيدين 85 بينما بلغت الدورات التدريبية للتعامل مع المرض تسع دورات استفاد منها 210 مرضى، أما الاستشارات العامة فعددها 41 والخاصة 60 وعدد المقاطع التوعوية 12، أم حملات التوعية، فعددها 10 وتم توزيع 5000 حقيبة تشتمل على أبرز المعلومات عن مرض البهاق، وقال القحطاني إن الجمعية تقدم عديداً من البرامج للمرضى مثل سفراء البهاق وبرنامج طفلي الجميل وفرحتي ورعاية. ويقول المشرف على كرسي أبحاث البهاق الدكتور خالد الغامدي «إن البهاق مرض شائع يصيب حوالي 2% من سكان العالم وهو يظهر بوضوح أكثر في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة على شكل بقع بيضاء في الجلد وهو غير معدٍ، ولكن يسبب لبعض الناس مشكلات نفسية مزمنة. وأضاف «أن المرض غير وراثي إلا أن حوالي 30% من المرضى لديهم تاريخ عائلي بالإصابة». وعن أسباب الإصابة بالبهاق، قال «إن الأسباب غير معروفة، ولكن هناك عدة نظريات منها: اختلال في جهاز المناعة الداخلي ما يجعل خلايا المناعة تهاجم الخلايا فتقتلها ومن ثم يختفي اللون، النظرية العصبية وهي ظهور المرض بعد ضغوط نفسية شديدة، نظرية تحطم الخلايا الصبغية، موت الخلايا بتأثير مواد كيميائية، وعن تطورات المرض يقول الغامدي إنها غير قابلة للتنبؤات فقد تنتشر بسرعة أو ببطء أو تبقى على حالها لسنوات، ونسبة الاستجابة للعلاج تختلف بحسب المكان فتقل عن اليدين والقدمين، أما الوجه فيستجيب للعلاج أكثر من غيره. وزاد «إن العلاج يتم عن طريق الكورتيزون، الأشعة فوق البنفسجية، السورالين، والعلاج الجراحي ولكنه مكلف أكثر من غيره، ويوجد علاج بطريقة التلوين الطبي (الوشم) وأيضاً زراعة الخلايا الصبغية، وأشار إلى أنه بعد عرض العلاجات الطبية يبقى الاختيار للمريض حسب ما يراه مناسباً له وفق الخيارات المتاحة له. وقال الغامدي «إن إنشاء كرسي الأبحاث يهدف إلى إنشاء سجل وطني لمرضى البهاق وإنشاء مختبر حيوي متطور لدراسة الأسباب، وتدريب الأطباء على البحث العلمي في مجال البهاق. من جانبه، قال المواطن محمد القحطاني( 28) سنة حاصل على الثانوية العامة إنه رفض عديداً من الوظائف في القطاعين الخاص والحكومي بسبب إصابته بالبهاق، وقال «أصبت قبل عشر سنوات وكانت البداية بقعاً بيضاء حول عيني وفي أماكن خفية من جسدي، وزاد المرض تدريجياً، عملت في شركة حراسات أمنية لكن دون تسجيل اسمي في التأمينات الاجتماعية ومن ثم التحقت في حافز وبعد انتهاء السنة حولت إلى طاقات وفي خلال ثلاثة أشهر تم توجيهي إلى ست شركات في القطاع الخاص تستلم أوراقي ولا تعاود الاتصال بي، ومؤخراً قبلت في أحد القطاعات الحكومية وتجاوزت جميع المراحل وعندما وصلت لمرحلة الكشف الطبي بادرني أحد المسؤولين بقوله أنت غير مقبول، ولن يمكنك الحصول على وظيفة إلا بعد الحصول على استثناء الفحص الطبي، ويضيف توجهت إلى مطاعم الوجبات السريعة لعلي أجد وظيفة، ولكن قوبلت بالرفض حتى بمهنة سائق، ويضيف: الحياة أرهقتني فأنا المسؤول عن عائلتي بعد وفاة أبي، ولا دخل لدى أسرتي غير مبلغ الضمان لوالدتي، ولا يكاد يكفي أسبوعاً واحداً».