البهاق من الأمراض الجلدية الشائعة التي يعاني منها حوالي 5 % من سكان العالم، ويصيب كل الأعمار بداية من الأطفال إلى الشيوخ، ومن كل الأجناس سواء امرأة أو رجل. وقد أوضحت الدراسات الحديثة أنه يمكن معالجة المصابين بالبهاق عن طريق عمليات نقل الخلايا الصبغية، ولكنها لا تناسب جميع مرضى البهاق، فلا بد من توافر شروط معينة لإجراء هذه العمليات بنجاح، أهمها أن يكون البهاق مستقراً، أي أن البقع البيضاء لا تكبر مساحتها، ولا تظهر بقعاً جديدة، كما يجب أن تكون المنطقة المصابة محدودة المساحة، حيث إنه من الصعب معالجة مساحات كبيرة بالطرق الجراحية. ومن المهم أن يكون المريض قد جرب العلاج غير الجراحي سواء علاج موضعي أو علاج ضوئي، ولا يمكن اللجوء للعلاجات الجراحية إلا بعد فشل العلاج التقليدي. ومن أفضل الحالات استجابة للعلاج هي حالات البهاق المقطعي والموضعي، أما أطراف الأصابع والمناطق الخالية من الشعر فاستجابتها ضعيفة. ويحدث هذا المرض نتيجة فقدان الخلايا الصبغية المسئولة عن لون الجلد في البشرة، ويتواجد على الجلد في شكل بقع ناصعة ذات أطراف حادة، ولون الشعر في هذه المناطق يكون أبيض، ونادراً ما تنتشر هذه البقع في أنحاء الجسم، وبقع البهاق شديدة الحساسية لضوء الشمس وتحترق بسهولة. ويظهر البهاق بدون أي مقدمات، حيث يتوقع الأطباء أن السبب وراء هذا المرض هو اضطراب المناعة الذاتية والعوامل العصبية، بالإضافة إلى العامل النفسي الذي له تأثير كبير، وعادة ما يكون البهاق مصاحباً لمرض السكري واضطرابات الغدة الدرقية. ولا يعد البهاق مرضاً خطيراً، كما أنه غير معدٍ، أي أنه فقط يغير لون الجلد، ولكن يبقى الجلد طبيعياً لا توجد به مشاكل، وهو مختلف عن البرص الذي ينتج عن فقدان المادة الصبغية بسبب نقص الإنزيمات التي تبني هذه الصبغة، وهو مرض وراثي وليس له علاج. وتتفاوت نسبة نجاح العلاج الجراحي للبهاق حسب نوع البهاق ومساحة انتشاره، والمضاعفات الناتجة عن هذه العمليات بسيطة ومحدودة، فتتمثل في عدم اكتمال التصبغ في المنطقة المستقبلة. وقد تحتاج العملية إلى تكرار في بعض الحالات للحصول على نتائج جيدة، علماً بأن الأبحاث العلمية ما زالت مستمرة لتطوير العلاجات الجراحية للبهاق، وهناك تطورات مستمرة في هذا المجال، ويسعى الباحثون إلى أن يصبح علاج البهاق ناجحاً 100 %.