ضمن سعيه للاهتمام بقضايا الطفولة وحقوقها، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي في محافظة القطيف أمسية ثقافية واجتماعية تحت عنوان "برنامج المدن الصديقة للأطفال" باستضافة مسؤولين من المعهد العربي لإنماء المدن في الرياض، وذلك مساء الثلاثاء الماضي. وقبل بدء الندوة، تحدث الفنان حسنين الرمل الذي أقام معرضاً فنياً لأعماله في النحت الخشبي؛ حيث أشار إلى المجالات التي عمل بها وبدايته مع هذا العمل الفني بعد تخرجه في تخصص التربية الفنية وانشغاله بتدريس طلابه مختلف الفنون. وتحدث عن تجربته في المشاركة في معارض فنية داخل وخارج المملكة، وعشقه للخشب الذي يتفنن في زخرفته وإعادة تشكيله بحروف عربية متناسقة وجميلة. وبدأ مدير الندوة زكي البحارنة عضو اللجنة المنظمة للمنتدى حديثه حول دور المنتدى في فتح قنوات التواصل مع مختلف المؤسسات الثقافية والاجتماعية في المملكة لدعم وتحفيز المبادرات العملية التي قد تسد جانباً من جوانب الحاجة في المجتمع. وأكد على أن دعوة المعهد العربي لإنماء المدن تأتي ضمن هذا السياق. وعرف مدير الندوة بالمشاركين فيها من مسؤولي المعهد العربي لإنماء المدن وهم: الدكتور عبدالسلام الوايل أستاذ العلوم والمعرفة في جامعة الملك سعود بالرياض ومسؤول برنامج الشباب في المعهد، والدكتور عثمان الحسن محمد نور الخبير في قضايا الطفولة والأسرة، والدكتورة نهى محمد عمر التني مديرة برنامج التنمية المستدامة في المدن. تحدث الدكتور عبدالسلام الوايل مرحباً بجهود القائمين على المنتدى لتنظيم وتنسيق هذه الزيارة التي تهدف إلى تحقيق الشراكة بين المعهد العربي لإنماء المدن ومختلف الجهات الرسمية والأهلية في محافظة القطيف من أجل التعريف ببرنامج المدن الصديقة للأطفال والسعي لتنفيذه في مدينة القطيف. وتحدث عن أن تصميم المدن عادة ما يضعه كبار السن الذين لا يدركون كثيراً حاجات الأطفال ولا يأخذون آراءهم بعين الاعتبار بحيث يتم إدماجها في مشاريع التخطيط. وأشار إلى أن المعهد العربي لإنماء المدن شارك في برامج نظمتها الأممالمتحدة حول تعزيز دور الأطفال في تخطيط المدن؛ حيث يقوم المعهد بمهام التثقيف والتوعية والإعداد لتنفيذ المشاريع وتشكيل مجلس بلدي للأطفال. وقد تم إنجاز ذلك في سبع مدن عربية بدأت من عمان وشملت أيضا الدوحة ومسقط والغاط، ويشمل البرنامج بعدين هما الاجتماعي والمعماري. وتحدث الدكتور الوايل مفصلاً حول تمويل مشروع برنامج المدن الصديقة للأطفال، مشيرا إلى أن دور القطاع الخاص مهم للغاية في تمويل البرنامج من أجل إحداث تفاعل مجتمعي مع البرنامج وتعزيز المشاركة المجتمعية. وتحدث الدكتور عثمان الحسن محمد نور حول أهمية شريحة الأطفال في المجتمع باعتبارهم "كل المستقبل"، مشيرا إلى أن هناك تقصيراً واضحاً تجاه الاهتمام بحقوقهم واحتياجاتهم بشكل عام. وأوضح أن "المدن الصديقة للأطفال" هو مفهوم حديث انطلق من مؤتمر الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية في إسطنبول عام 1996م، وعمل المعهد العربي من حينها على أقلمة المشروع، وأصدر دليلاً مصدرياً ترجم للغة العربية ودليلاً تدريبياً للعاملين في الإدارات المحلية. وأكد الدكتور محمد نور على أن المجالس البلدية والمحلية تلعب دوراً مهماً في تنفيذ المشروع وبلورته لكونها أكثر قرباً وفهماً لاحتياجات المواطنين من الإدارات المركزية، وأنها كذلك أكثر قدرة على تفعيل مثل هذه البرامج المحلية بطبعها. وأوضح أن هناك تسع خطوات معتمدة لتحقيق المدن الصديقة للأطفال من بينها: إعداد استراتيجية واضحة لدى الإدارة المحلية، ووضع إطار قانوني في البلديات، ومأسسة العمل في المشروع، وتوفير بيانات شاملة حول الأطفال، واعتماد ميزانيات مناسبة، ومتابعة وتقييم المشروع، والتوعية بحقوق الطفل.