أقر وزير الثقافة الإيراني علي جنتي بأن التكنولوجيات الحديثة في مجال الإنترنت والأقمار الاصطناعية جعلت مراقبة البث الإعلامي الأجنبي مستحيلة، داعيا إلى مقاربة جديدة للتعامل مع ذلك. وقال إن وسائل البث الجديدة تعبر الحدود وتتخطى إجراءات المراقبة الحالية. وأضاف «في الماضي استطعنا من خلال الضغط على الإعلام أو التحكم في المعلومات، توجيه الأخبار العامة والسيطرة عليها». وأضاف «ولكن اليوم الوضع مختلف كلياً. وأصبح التحكم بالإعلام غير ممكن من الناحيتين الجغرافية والتقنية». وقال «اليوم مع تطور شبكات التواصل الاجتماعي يحصل تبادل بعض المعلومات بالاتجاهين ولا يمكننا منع ذلك في أي حال من الأحوال». ويعتبر امتلاك معدات لاستقبال القنوات التي تبث عبر الأقمار الاصطناعية غير قانوني في إيران إلا أن ملايين الأطباق اللاقطة تنتشر فوق المنازل، كما تكثر أجهزة الاستقبال القادرة على استقبال بث القنوات الإخبارية والترفيهية الأجنبية. ورغم أن الشرطة تقوم من حين إلى آخر بعمليات تفتيش لضبط هذه الأجهزة، إلا أن ذلك لا يمنع العائلات من شراء بدائل لها لمواصلة مشاهدة البرامج المحظورة. وكذلك ينتشر على نطاق واسع جدا استخدام الهواتف الذكية. وقال جنتي إن التكنولوجيات التي طورتها الدول الغربية ستسمح خلال عامين أو ثلاثة باستقبال «ألفي قناة تليفزيونية تبث عبر الأقمار على الهواتف النقالة». وأضاف الوزير «مع هذه التكنولوجيات الجديدة لن يحتاج الأفراد إلى الأطباق اللاقطة التي نصادرها». ومنذ 1979 تتولى وزارة الثقافة مراقبة الكتب والأفلام والفنون وغيرها من المواد الإعلامية. وأوضح جنتي أن الحكومة تقوم بعملية «مراقبة ذكية» لشبكات التواصل الاجتماعي ولا تفرض حظرا بكل بساطة كما كان الحال في الماضي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن الوزير قوله «تتم مراقبة المضمون غير الأخلاقي والمعارض للدين وهذه العملية حققت نجاحا بنسبة 90% بالنسبة لتطبيق انستجرام» لتبادل الصور مشيرا إلى أن ملايين الإيرانيين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي في إيران. وتبقى بعض شبكات التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و»فيسبوك» محظورة كما عديد من المواقع ذات المضمون السياسي أو الإباحي. لكن الإيرانيين يستخدمون أجهزة للالتفاف على هذا الحظر. وقال «هذه الحكومة تعتقد أننا لا يمكننا مكافحة مثل هذه التكنولوجيا الهائلة، فذلك سيكون مثل إغلاق طريق سريع بأكمله بسبب مخالفة عدد قليل من السيارات للقوانين». وقال إنه بإمكان الإيرانيين استقبال 4500 قناة، مؤكدا أن على السلطات تبني مقاربة جديدة تستند على الإنتاج وليس على الرقابة. وأضاف «الأخبار تنتقل بسرعة ولا يمكن لأحد أن يوقفها أو يتحكم بها، لا يمكن التحكم بها». وقال «إن أهم حل يمكن لأي شخص أن يقترحه هو إنتاج المحتوى». وأوضح «يجب أن نتحكم بالمشهد وننتج المحتوى لأنه لا يمكننا فقط التحكم بالرأي العام بالمحتوى الذي ننتجه حاليا». وقال جنتي إن التكنولوجيا الغربية قادرة على أن تجعل 2000 قناة فضائية متوفرة على الهواتف النقالة في إيران ما يعني أنه قريبا «لن تكون هناك أية أطباق لاقطة يمكن مصادرتها». وأضاف «بالطبع فإن من واجب الشرطة تطبيق القانون ولكن يجب أن ننظر إلى أدائنا وندرس مدى فعالية الإجراءات التي نستخدمها والنتائج التي حققتها».