افتتح أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمس ملتقى «المتعافين من الإدمان السادس»، وورشة عمل مديري الشؤون الوقائية، الذي تنظمه مديرية مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية، في فندق الشيراتون بالدمام، لمدة ثلاثة أيام. وكان في استقبال أمير المنطقة في مقر الملتقى مدير عام مكافحة المخدرات اللواء محمد الزهراني، ومدير مكافحة المخدرات في المنطقة العميد عبدالله البدراني. وألقى العميد البدراني كلمة رحب فيها بأمير الشرقية، وهنأه بما حققته السياسة الراشدة في عاصفة الحزم وإعادة الأمل، موجهاً شكره لأمير المنطقة على افتتاحه الملتقى، ولجميع العاملين في مكافحة هذه الآفة ومعالجة المدمنين في المنطقة، خاصة الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية المتمثلة في مجمعات الأمل وأصحاب الأيادي البيضاء من رجال الأعمال والجهات الحكومية والقطاعات الأمنية والشركات الأهلية، ولكل من له دور فاعل في برامج التوعية. بعد ذلك ألقى أحد المتعافين من الإدمان كلمة نيابة عن المتعافين تحدث فيها عن آفة المخدرات وخطورتها، وما تسببه من ضياع ودمار، مثمناً جهود جميع الجهات في مكافحة هذه الآفة ومعالجة المدمنين، عادّاً افتتاح سموه الملتقى تشجيعاً للمتعافين للسير في طريق الهداية والرشاد، ثم شاهد سموه والحضور فيلماً بعنوان «التعافي». عقب ذلك ألقى مدير عام مكافحة المخدرات اللواء محمد بن سعد الزهراني كلمة شكر فيها أمير الشرقية، مشيداً بدعمه ورعايته وتوجيهاته للإدارة العامة لمكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية، ثم استعرض جهود المملكة في مكافحة آفة المخدرات، مؤكداً أن الدولة بذلت الغالي والنفيس لمحاربة هذه الآفة والتصدي لها، وجعلها من أول اهتماماتها. ودعا اللواء الزهراني المتعافين من المخدرات إلى الاستمرار في التوبة إلى الله ومواصلة السير في طريق الرشاد والحذر من أصدقاء السوء، معبراً عن شكره وتقديره لمستشفيات الأمل والصحة النفسية ومختبرات السموم على جهودهم في مكافحة المخدرات ومعالجة المدمنين، داعياً الله – عز وجل- أن يحفظ أبناء المملكة من كل سوء وأن يقيهم شر هذه الآفة الخطيرة وأن ينعم على بلادنا الغالية بالأمن والخير إن شاء الله في ظل قيادتنا الرشيدة. إثر ذلك، دشَّن أمير الشرقية مركز الوقاية المجتمعية في المنطقة الشرقية.بعد ذلك ألقى كلمة قال فيها: «يسرني أن أفتتح الملتقى السادس للمتعافين من المخدرات بعد أن منَّ الله عليهم بالتوبة والعودة إلى طريق الصواب وبعد أن استفادوا مما قدم لهم من خدمات للابتعاد عن هذه الآفة»، لافتاً إلى أن «تأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عام 1428ه برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله- وسعيه لتحقيق أهدافها، يأتي لعلمه بأن مشكلة المخدرات أصبحت من الظواهر الخطيرة، التي تجتاح العالم في عصرنا الحالي، حيث كان يوجِّه دائماً باستمرار العمل الدؤوب للقضاء على هذه الآفة وحماية المجتمع من أخطارها». وأكد أن كرسي الأمير نايف للوقاية من المخدرات الذي تم بتمويل شخصي منه – رحمه الله – يعد دلالة على اهتمامه بمحاصرة آفة المخدرات واستغلال الدراسات والبحوث لمكافحة هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن وحدة الوقاية من المخدرات في مركز الأمير نايف للبحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، تعد وحدة رائدة في مجال الوقاية ومكافحة المخدرات، ولها دور الريادة والتميز في دراسات الوقاية من المخدرات وبرامجها الهادفة للقضاء على هذه الآفة، بإذن الله. وأشار إلى أن رجال مكافحة المخدرات قد عوَّدونا على تنفيذ برامج توعوية وقضايا نوعية، واصفاً إنشاء أول مركز للخدمة المجتمعية في المنطقة بأنه رافد فاعل ومشروع مهم ذو هدف استراتيجي لبرنامج التوعية الوقائية لما يكتنفه من برامج رائدة وتنظيم متقن، حيث أثبت الواقع استحسانه وجدواه وعُمِّم العمل به ليشمل جميع مناطق المملكة، بإذن الله. ورأى أن «المتغيرات المعاصرة التي نعيشها في ميدان المعارك لا تقتصر على الحروب التقليدية بالأسلحة، بل إن دسائس المخدرات من أهم الوسائل لتدمير عقول الشباب، والحمد لله أن رجالنا البواسل من منسوبي مكافحة المخدرات أحبطوا كثيراً من محاولاتهم، والواجب يحتم علينا أن نضع أيدينا في أيدي رجال المكافحة البواسل لنؤكد أننا نعمل جميعاً لنعكس اهتمام حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومؤازرة واهتمام سمو ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله – بأبناء الوطن وحمايتهم من هذه الآفة، فالمهام شاقة ولكن تذللها عزائم الرجال أمثالكم، ورسالة رجال المكافحة تزيدهم إصراراً على المواجهة والتصدي للصعاب». وخاطب المتعافين التائبين قائلاً لهم: «إخواني المتعافين والتائبين: فرحنا وسعدنا بهدايتكم ورجوعكم إلى عقولكم ورشدكم، ونشكر الله الذي شفاكم وعافاكم، كما نسأله – عز وجل- أن يسددكم ويتقبل منكم ما قمتم به في سبيل رجوعكم إلى الطريق الصحيح، ونحمد الله – عز وجل- الذي ردكم إلى أسركم ومجتمعكم، وندعوه أن يثبتكم على الهداية». واختتم كلمته بشكره للواء الزهراني والعميد البدراني وجميع زملائهما منسوبي مكافحة المخدرات على جهودهم المتميزة وحرصهم ومتابعتهم وتفانيهم الكبير لحماية أبناء الوطن من شرور الأعداء المتربصين، كما سأل الله تعالى أن يحفظ لنا ديننا وبلادنا وولاة أمرنا وأن يديم علينا أمننا ورخاءنا واستقرارنا في ظل قيادتنا الرشيدة. وفي ختام الحفل كرَّم الأمير سعود بن نايف الجهات الراعية والداعمة، كما تسلم درعاً تذكارية من مدير عام مكافحة المخدرات بهذه المناسبة.