امتنع عديد من أعضاء مجالس الأندية الأدبية الحالية في المملكة عن الإجابة عن السؤال الذي طرحته صحيفة «الشرق» عليهم، حيث نص السؤال على الموقف الذي سيتخذه هؤلاء الأعضاء في حالة التجديد لمجالسهم الحالية لعام أو يزيد وعدم اعتماد اللائحة المعدَّلة؟! إلاّ أنّ الشاعر والكاتب إبراهيم طالع الألمعي عضو مجلس نادي أبها الأدبي كان له رأي مختلف، إذ حمَّل الجمعيات العمومية في الأندية مسؤولية البقاء أو الرحيل، حيث قال:»لا دخل لي في الوزارة نهائياً.. لأنها تفهم ثقافة البلد على أنها تزاحم أفراد على مواقع، وليست لديها إمكانية تحمل مستوى كلمة (ثقافة)، بل هي خاضعة لمفهوم الإعلام العتيق الذي يهتم بكاتب يوقف عن كتابته، ومراقبة الأقلام فيما تكتب.. أما عن أمر مجلس إدارة النادي، فهو منتخب من جمعيته العمومية، وللجمعية أن تجتمع وترى ما تريده، ولا مانع من وجود أحد موظفي الوزارة منتدباً لعدة أيام لحضور الجمعية العمومية أو مراقبتها أو تحت أي مسمى.. ولأن دور الوزارة – كما أسلفت – يعود إلى الجمعية العمومية، ولها كما أرى أن تقرر إغلاق النادي حتى تقتنع بآلية ما، تقنعها سواء عن طريق الوزارة أو بأي طريقة تراها مناسبة .. واستقالات كل الرائعين من إدارة الأندية (من عبدالله الكناني مروراً بحسين با فقيه ثم الأمير سعود فأحمد الزهراني) في أزمنة قياسية، استقالات هؤلاء دلالة صريحة على أن الإعاقة في الوزارة لا في المثقفين ولا في إدارة الأندية». فيما قال الشاعر عبدالرحمن الحربي عضو مجلس إدارة نادي تبوك الأدبي إنه قدَّم استقالته بعد المهرجان الخليجي ثلاث مرات ورفضها رئيس مجلس الإدارة ونائبه، وأن بقاءه في عضوية المجلس ليس حرصاً على البقاء لكنه عناد في وكالة الشؤون الثقافية». رئيس نادي الباحة الأدبي الشاعر حسن الزهراني قال «أولاً أنا غير مؤمن بأهمية اللوائح للعمل الثقافي، الثقافة عمل حضاري حر لايؤمن بالقيود هذا على افتراض أن المثقف الذي يصل إلى عضوية جمعية ثقافية أو مجلس إدارة ويستحق أن نطلق عليه مثقفاً يكون على قدر كبير من الوعي والإحساس بالمسؤولية وأهمية العمل الثقافي أمام إنسانيته ووطنه ومجتمعه.. ويضيف الزهراني «لذلك لا أنتظر اللائحة ولا أعتقد أنها خدمت الثقافة خلال عملي في هذا الحقل قرابة عشرين عاماً، أما عن الاستمرار مع التمديد فأنا أعمل في هذا المجال بعشق محض، ولن أنقطع عنه حتى في حالة تغيير المجالس، فالمثقف الحقيقي هو الذي يمارس هذا الجمال بعشق بعيداً عن المناصب» وقال الزهراني «أنا لا أفخر بمنصبي كرئيس مجلس إدارة بل أفخر بعشقي للشعر خاصة والأدب والثقافة بعامة». حوارات الشبكة العنكبوتية الجدير بالذكر أن استقالة أحمد قران الزهراني من إدارة الأندية الأدبية حظيت بعديد من الحوارات الجادة والنقاشات المستفيضة في شبكات التواصل الاجتماعي، وغرَّد عنها كبار الأدباء والمثقفين في السعودية، حيث كتب الدكتور عبدالله الغذامي في حسابه في تويتر «محزن، والله، أن أسمع خبر استقالة الدكتور أحمد قران الزهراني، بذا نفقد كفاءة علمية وثقافية وأخلاقية». فيما غرَّد الدكتور سعد البازعي بقوله «د. أحمد قران الزهراني، آخر المستقيلين، وهو أفضل من يمكن أن تسند إليه إدارة الأندية، واستقالته خسارة لإدارة الأندية وللوزارة «. فيما غرَّد الشاعر إبراهيم طالع بقوله «وزارة تحت اسم (الثقافة) لم تحتمل د.أحمد الزهراني أو لم يحتملها، عليها تغيير لافتتها، والاكتفاء بكلمة (إعلام) لقد صارت إعاقة لثقافة البلد!». فيما كتب رئيس نادي جازان الأدبي الأسبق الشاعر أحمد الحربي»آن الآوان لفصل الأدب والثقافة عن وزارة الإعلام، الاستقالات المتكررة تثبت فشل التجربة».