يعود يوفنتوس الإيطالي للعب دوره بين كبار القارة العجوز بعدما بلغ الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 12 عاما، وذلك بأسلوب لعب حديدي صلب يختلف تماما عن العمالقة برشلونة وريال مدريد الإسبانيين وبايرن ميونيخ الألماني. «كان أداء سيئا لكننا تأهلنا»، هذا كان لسان حال مدافع «السيدة العجوز» الفرنسي باتريس ايفرا عقب تأهل بطل إيطاليا إلى الدور نصف النهائي بتعادله مع مضيفه موناكو الفرنسي 0-0 في إياب ربع النهائي، وذلك لفوزه ذهابا بهدف جاء من ركلة جزاء للتشيلي أرتورو فيدال. وتابع ايفرا: «لم يقدم الفريق أداء جيدا في مجمل المباراتين لكن في نهاية المطاف قمنا بما هو مطلوب على الطريقة الإيطالية»، فيما رأى المدرب ماسيميليانو اليجري بأن «النتيجة أهم من الأداء». وقد قام اليجري بالفعل بما هو مطلوب، إذ بلغ فريق «السيدة العجوز» دور الأربعة للمرة الأولى منذ 2003 حين واصل مشواره حتى النهائي قبل أن يخسر أمام مواطنه ميلان بركلات الترجيح. «لم أعتقد بأننا سننتظر طيلة هذه الفترة!»، هذا ما قاله القائد الحارس جانلويجي بوفون عن انتظار فريقه 12 عاماً لكي يصل مجدداً إلى نصف نهائي البطولة القارية التي توج بها «بيانكونيري» عامي 1985 و1996 ووصل إلى مباراتها النهائية في 5 مناسبات أخرى لكنه خسر مكانته بين الكبار منذ إنزاله إلى الدرجة الثانية عام 2006 بسبب فضيحة التلاعب بالنتائج. واحتاج يوفنتوس الذي هجره حينها كثير من النجوم مثل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وفابيو كانافارو، إلى الوقت لكي يستعيد عافيته والمستوى الذي يخوله مقارعة فرق كبيرة مثل بوروسيا دورتموند الألماني الذي تخلص منه في الدور الثاني قبل أن يزيح موناكو في ربع النهائي. «من أجل الوصول إلى هذا المستوى أنت بحاجة إلى أسس فريق صلب، وإلى لاعبين جيدين أيضا… ومدرب جيد أيضا»، هذا ما أضافه اليجري الذي خلف أنتوني كونتي في نهاية الموسم الماضي بعد انتقال الأخير للإشراف على المنتخب الإيطالي. من المؤكد أن أسلوب يوفنتوس محدود بعض الشيء إذا ما تمت مقارنته بالفرق التي من المحتمل أن يواجه أحدها في نصف النهائي، أي برشلونة وريال مدريد حامل اللقب وبايرن ميونيخ، لكن الفلسفة التكتيكية التي يعتمدها الفريق الإيطالي أعطت ثمارها أمام موناكو الذي بدا عاجزا عن تهديد مرمى بوفون إلا نادرا في المباراتين. ولم تهتز شباك يوفنتوس سوى مرة واحدة في المباريات الأربع التي خاضها في الأدوار الإقصائية للنسخة الحالية. ومن المؤكد أن يوفنتوس لا يريد الاكتفاء بتألقه المحلي وهيمنته على الدوري الذي سيتوج به للمرة الرابعة على التوالي في عطلة نهاية الأسبوع الحالي في حال فوزه على جاره تورينو وخسارة قطبي العاصمة روما ولاتسيو، إذ يحلم باستعادة أمجاد الأيام الغابرة وهذا الأمر متاح أمامه أكثر من أي وقت مضى بقيادة اليغري الذي حافظ على استراتيجية سلفه كونتي واعتمد خطة 2-5-3 لكنه مع بعض الليونة في حالة الضرورة، كما فعل في مباراة «لويس الثاني» حين احتكم إلى خطة لعب أكثر كلاسيكية 2-4-4. واللافت في يوفنتوس أن باستطاعته التأقلم مع أي طارئ كما حصل في إصابة نجمه الفرنسي بول بوجبا، كما بإمكانه أن ينوع في أسلوبه ومقاربته للمباريات بحسب الحاجة، وأبرز دليل على ذلك فوزه على دورتموند في معقله 3-0 بعد أن اكتفى ذهابا بالفوز 2-1. ما هو مؤكد، أن يوفنتوس قطع شوطا كبيرا بين الأمس واليوم، بين الخروج من الدور الأول على يد غلطة سراي التركي وبين الوصول إلى نصف النهائي بعد التخلص من فريقين قويين مثل دورتموند وموناكو الذي أطاح في الدور الثاني بأرسنال الإنجليزي، لكن حلم العودة لا ينتهي هنا بل يأمل الذهاب حتى رفع الكأس القارية الغالية للمرة الثالثة في تاريخه.