تأهل يوفنتوس الإيطالي للدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 12 عاما، بعدما اقتنص تعادلا سلبيا من مضيفه موناكو الفرنسي في إياب دور الثمانية للمسابقة اليوم الأربعاء. واستفاد يوفنتوس، الذي توج باللقب عامي 1985 و1996، من فوزه 1-0 في مباراة الذهاب التي جرت بملعبه الأسبوع الماضي، ليصعد للمربع الذهبي للبطولة لأول مرة منذ عام 2003. جاءت المباراة متوسطة المستوى، حيث كان موناكو هو الطرف الأفضل على مدار شوطيها، بعدما استحوذ لاعبوه على الكرة في معظم أوقات اللقاء، ولكن افتقدت هجمات الفريق الفرنسي للمسة الأخيرة، لتحسم خبرة يوفنتوس الموقف لصالحه في النهاية. ويأتي خروج موناكو من المسابقة ليضاعف من أحزان الجماهير الفرنسية التي أصيبت بخيبة أمل كبيرة عقب فشل باريس سان جرمان في التأهل إلى الدور قبل النهائي بخسارته 1-5 أمام برشلونة الأسباني في مجموع مباراتي الذهاب والعودة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتواجد فيها أحد الأندية الإيطالية في المربع الذهبي لدوري الأبطال منذ عام 2010 حينما توج إنتر باللقب آنذاك. ويسعى يوفنتوس لاستعادة أمجاده مرة أخرى عن طريق التتويج بالثلاثية (الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا ودوري الأبطال) هذا الموسم. وبات يوفنتوس قريبا للغاية من الاحتفاظ بلقب الدوري للموسم الرابع على التوالي في ظل صدارته للمسابقة بفارق 15 نقطة عن أقرب ملاحقيه قبل انتهاء البطولة بسبعة أسابيع. كما صعد الفريق أيضا للمباراة النهائية بكأس إيطاليا التي يسعى للتتويج بها للمرة الأولى منذ 20 عاما على حساب لاتسيو. بدأت المباراة بنشاط هجومي من جانب موناكو المدعوم بعاملي الأرض والجمهور، وشهدت الدقيقة السادسة التسديدة الأولى في المباراة عن طريق جيفري كوندوجبيا لاعب الفريق الفرنسي الذي سدد تصويبة صاروخية من على حدود منطقة الجزاء ولكنها ابتعدت عن القائم الأيسر بقليل. وجاء الرد سريعا من جانب يوفنتوس بعدما مرر النجم المخضرم أندريا بيرلو كرة أمامية إلى كارلوس تيفيز في الدقيقة الثامنة، ليسدد اللاعب الأرجنتيني الكرة برأسه ولكنها جاءت ضعيفة في يد الكرواتي دانييل سوباسيتش حارس مرمى موناكو. وكاد أندريا بارزالي مدافع يوفنتوس أن يسجل هدفا بالخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 14 بعدما اصطدمت التمريرة العرضية الزاحفة التي لعبها بيرناردو سيلفا من الناحية اليمنى بقدمه لتبتعد الكرة عن القائم الأيسر بقليل وتذهب إلى ركلة ركنية. حاول موناكو التسديد من مسافات بعيدة المدى في ظل التنظيم الدفاعي الجيد ليوفنتوس، ليصوب كوندوجبيا تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 20، ولكنها ذهبت في منتصف المرمى ليمسكها المخضرم جيانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس بسهولة. استشعر يوفنتوس الحرج، ليضطر للتخلي عن حذره الدفاعي ويبادل موناكو الهجمات، وأنقذ سوباسيتش موناكو من تلقي هدفا في الدقيقة 26 بعدما أمسك التمريرة الأمامية التي أرسلها بيرلو في الوقت المناسب قبل أن تصل إلى ستيفان ليشتستاينر لاعب الفريق الإيطالي الذي كسر مصيدة التسلل التي نصبها موناكو. وطالب موناكو باحتساب ركلة جزاء في الدقيقة 36 بعدما سقط كوندوجبيا داخل منطقة الجزاء خلال كرة مشتركة مع أرتورو فيدال، ولكن حكم المباراة الاسكتلندي ويليام كولوم أشار باستمرار اللعب. نشط يوفنتوس في الدقائق الأخيرة للشوط الأول، وحاول لاعبوه استغلال المساحات الشاغرة في دفاع موناكو الذي اندفع إلى الهجوم، وكاد تيفيز أن يفتتح التسجيل لمصلحة الفريق الإيطالي في الدقيقة 44 بعدما سدد كرة قوية من على حدود المنطقة ولكنها ابتعدت عن القائم الأيسر بقليل لينتهي الشوط بالتعادل السلبي. بدأ الشوط الثاني بسيطرة هجومية من جانب موناكو، الذي كاد أن يسجل هدفا في الدقيقة 49 بعدما أرسل جواو موتينيو تمريرة عرضية من الناحية اليمنى، فشل بوفون في إبعادها لتصطدم الكرة بباتريس إيفرا ظهير يوفنتوس الذي أبعد الكرة في الوقت المناسب قبل أن تتجاوز خط المرمى. أسرع موناكو من وتيرة هجومه وحاصر يوفنتوس في منتصف ملعبه، وواصل كوندوجبيا تسديداته بعيدة المدى ليصوب كرة أخرى في الدقيقة 61 ولكنها ذهبت إلى ركلة مرمى، قبل أن يتابع سيلفا كرة مرتدة من دفاع يوفنتوس بشكل خاطيء ليسدد الكرة مباشرة من على حدود المنطقة في الدقيقة 62 ولكنها لم تكن متقنة لتخرج بعيدة عن القائم الأيسر. بمرور الوقت هدأ إيقاع المباراة كثيرا، بعدما شعر لاعبو موناكو بالإرهاق بسبب اندفاعهم البدني في الشوط الأول، لينحصر اللعب في منتصف الملعب خلال الفترة المتبقية من اللقاء لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي. والتحق يوفنتوس بركب المتأهلين للمربع الذهبي ليرافق بايرن ميونيخ وريال مدريدوبرشلونة .