ينطلق في مدينة جدة ولأول مرة على مستوى المملكة اليوم الأربعاء ملتقى «فن الأزياء» الأول تحت شعار «أمل وتطلعات في تصميم الأزياء»، الذي تنظمه لجنة المصممات السعوديات في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، بحضور أكثر من 500 خبيرة ومصممة وسيدة الأعمال، بالإضافة إلى المهتمين بهذا الجانب. ويأتي هذا الملتقى الذي تتحدث فيه 25 خبيرة ومصممة وأكاديمية من الجامعات السعودية عن فن إبداع تصميم الأزياء إلى جانب التطرق إلى إذا كانت الأزياء تجارة أم صناعة، وأثر ذلك على السوق في وقت تقدر قيمة الاستثمارات في هذه الصناعة بنحو 13 مليار ريال سنويا تمثل قاعدة عريضة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ حيث بلغ عدد المشاغل ومراكز الخياطة 5 آلاف مركز ومشغل. وقالت رئيسة لجنة المصممات في الغرفة التجارية الصناعية بجدة مصممة الأزياء العالمية أميمة عزوز إن المرأة السعودية استطاعت اختراق حاجز العادات والتقاليد لتبدع في تصميماتها الجميلة، عبر التوازن بين ألوان وأشكال الموضة وبين الضوابط الاجتماعية للملابس النسائية. وأضافت «المرأة السعودية شقت طريقها في عالم الأزياء، ونجحت في الخروج من إطار التقليد في التصميم والتنفيذ إلى عالم الإبداع والحرية المنضبطة، وجاء ذلك باختيار مكونات التصميم لتلبي رغبات الشابات والنساء اللواتي يتطلعن إلى ارتداء ملابس تتميز بتناغمها مع الموضة دون الإخلال بالإطار الأخلاقي». وتوقعت عزوز أن يتحول مجتمع الأزياء خلال فترة وجيزة إلى مشاريع تنموية كبيرة تسعى إلى إيجاد كوادر وطنية شابة تسهم في الحد من استيراد هذه الصناعة، وأن يكون لدينا منتج وطني يحقق دخلاً في الناتج الوطني الاقتصادي. وقالت رئيسة لجنة المصممات في غرفة جدة إن سوق صناعة الأزياء في العالم وصل إلى 700 بليون دولار، وإن دول الخليج وحدها يصل فيها حجم صناعة الأزياء نحو 12 بليون دولار، في الوقت الذي تنفق السعوديات على الأزياء سنوياً ما لا يقل عن 5 مليارات ريال. وأضافت أن صناعة الأزياء التي تسجل وجودها في صدارة التجارة في العالم رغم الغلاء الذي يطال معظم منتجاتها اقتحمت عالم التجارة على الإنترنت بقوة، ومكنت شركات عديدة من تحقيق أرباح طائلة بلغت 119 مليون دولار بعد أن كانت 82 مليون دولار في العام الماضي، ومن هنا جاءت فكرة إقامة هذا الملتقى لعرض التجربة السعودية في مجال صناعة وتصميم الأزياء. ولفتت إلى أن المملكة تحتل من حيث الإنفاق الفردي على الأزياء مركزاً عالمياً متقدماً، مشيرة إلى دراسة لشركة «يورومونيتور للاستشارات العالمية» أشارت إلى أن الفرد السعودي يعد الأكثر إنفاقاً على الأزياء، مقارنة بجنسيات أخرى عديدة، وأضافت أن السعودي يوجه 10% من إنفاقه الاستهلاكي على الأزياء والأحذية، في حين لا تتجاوز نسبة الإنفاق الاستهلاكي لدى الفرد في فرنسا مثلا 4.5%، وألمانيا والمملكة المتحدة 6%، والولايات المتحدة 4%. وأوضحت أن قطاع تجارة الأزياء في السعودية يحظى بفرص نمو قوية، بالنظر إلى فائض السيولة المتوافرة لدى أفراد المجتمع السعودي، الذي ارتفع بنسبة 20% خلال الفترة الأخيرة وتستورد السعودية ما يقارب من 150 ألف طن من الملابس الجاهزة سنوياً. وأكدت عزوز أنها انتهت من إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية لإنشاء أول أكاديمية في فن الأزياء، وسيتم الحديث عنها فور اكتمال الإجراءات اللازمة وأخذ التصاريح لإنشائها.