اعتبر مسؤولون يمنيون أن 15 ألف جندي هم قوام المنطقة العسكرية الأولى باتوا في صف «عاصفة الحزم»؛ في وقتٍ أعلنت المقاومة في عدن تحقيقها تقدماً وصفته ب «النوعي» في منطقة خور مكسر (وسط المدينة)، فيما وقعت مواجهات مسلحة في الضالع اعتبرها السكان الأعنف منذ بدء القتال في المحافظة قبل أسابيع. وأفاد مصدر عسكري يمني بأن قائد المنطقة العسكرية الأولى، العميد الركن عبد الرحمن الحليلي، أعلن تأييده لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. ووفقاً للمصدر؛ فإن المنطقة التي تقع في محافظة حضرموت (جنوب) وتضم 7 وحدات عسكرية قتالية (لواءين مدرعين وثالثاً لحرس الحدود ورابعاً للمشاة وخامساً للمشاة ميكانيكا بالإضافة إلى لوائي محوري العمليات ثمود والخشعة) باتت بالكامل مؤيدة لهادي «علماً أنها تضم 15 ألف جندي». ويقع مقر المنطقة في مدينة سيئون، وتنتشر قواتها في الجزء الشمالي من المحافظة وتتحكم في منطقة وادي حضرموت. وأذيع إعلان انحياز الحليلي للشرعية في الراديو الرسمي لسيئون، في وقتٍ نقلت وكالة الأنباء «رويترز» عن مصادر محلية قولها إن المنطقة العسكرية الأولى تغطي حوالي نصف حدود البلاد مع السعودية وأن هذا الإعلان يضع 15 ألف جندي في المناطق الحدودية والجبلية في صف «عاصفة الحزم». وقالت الوكالة إن «عدد الكتائب الموالية للرئيس اليمني ارتفع بذلك إلى 10، ما يشير إلى إحساس متزايد في الجيش بأن قوة الدفع تميل لصالح هادي». من جهتها؛ أعلنت المقاومة الشعبية المتمركزة في محافظة مأرب (جنوب) أنها «ستطهِّر المحافظة من الميليشيات». وقال أحد المتحدثين باسمها، سالم لقطم، إن الوحدات العسكرية الموالية للشرعية مدعومةً بالمقاومة مصرَّة على استرداد مناطق على طريق مأرب – صنعاء خاضعة لسيطرة الحوثيين. وأكد سيطرة المقاومة على نقطة نبعة خلال اليومين الماضيين ومحاصرتها معسكر ماس الذي تتخذه الميليشيات محطة إمدادٍ لها ومقراً لتدريب عناصرها، وهو ما أكده القيادي في لجان المقاومة الشيخ حزم خرصان. واعتبر لقطم أن «عاصفة الحزم خدمتنا كثيراً في استنزاف المتمردين وتشتيت قوتهم، إذ جعلتهم عبارة عن مُطارَدين على الأرض من قِبَل المقاومة الشعبية والجيش، ومن الجو بواسطة طائرات التحالف». في غضون ذلك؛ أفيد بوقوع معارك مسلحة هي الأعنف في محافظة الضالع منذ بدء القتال فيها قبل أسابيع، في وقتٍ قدَّرت وكالة الأنباء الفرنسية عدد القتلى في اليمن ليل السبت وصباح الأحد ب 85 قتيلاً في محافظات تعز وشبوة والضالع وعدن. وأفادت الوكالة بمقتل 10 حوثيين و4 مسلحين من المقاومة الشعبية في مواجهات عنيفة دارت ليل السبت – الأحد في مدينة تعز (جنوب غرب) وشارك فيها اللواء 35 مدرع الموالي للشرعية. وأشارت إلى استخدام الطرفين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وتَركُّز القتال في شارعي الحصب والمرور ومنطقة بيرباشا ومحيط نادي الصقر الرياضي «بالتزامن مع قصف الطائرات مبنى معسكر قوات الأمن الخاص في حي كلابة واستهدافها تعزيزات للحوثيين وصلت من محافظتي أب والحديدة». و»قُتِلَ أيضاً 7 حوثيين في عتق (شبوة) بعد هجومٍ قبلي، و16 في عدن (11 حوثيا و5 مقاوِمين) و48 مسلحاً في الضالع (بينهم 17 حوثياً) جراء مواجهات وغارات»، بحسب «الفرنسية» التي نقلت عن مصادر في الضالع وقوع اشتباكات عنيفة ليل السبت- الأحد في عدد من مناطق المدينة بعيد شن غارات على معسكر الجرباء ومقر اللواء 33 مدرع الموالي للانقلاب ومنطقة الصدرين حيث يتمركز مسلحو الحوثي. وتحدثت مصادر أخرى في الضالع عن «استشهاد 12 مسلحاً من المقاومة» خلال اليومين الماضيين، واصفةً «معارك الأحد بالأعنف». وقالت المصادر إن «المقاومة حققت تقدماً على الأرض، واستعادت السيطرة على موقعي حياز وأكمة الحجفر الواقعين بمفترق طرق الحصين- قعطبة، وتقدمت باتجاه موقع محطة الشنفرة». ونقل موقع «عدن الغد» الإخباري عن المصادر نفسها أن اللواء 33 مدرع الموالي للانقلاب شارك في القتال، في حين أبلغت مصادر طبية عن مقتل 3 من المدنيين. وربط سكان في المدينة مقتل وإصابة مدنيين و»قصف عشوائي نفذه المتمردون مستهدفين مساكن للأهالي ما أوقع 3 قتلى و4 جرحى». وفي عدن (جنوب)؛ أعلنت المقاومة عصر أمس تحقيقها تقدماً نوعياً في منطقة خور مكسر، في وقتٍ حذر قيادي في الحراك الجنوبي من استغلال أحزاب ل «انتصارات الجنوبيين». ونقل موقع «عدن الغد» عن مصادر في المقاومة أنها كبَّدت الحوثيين خسائر كبيرة في خور مكسر بواقع 10 قتلى في حيي السعادة والأحمدي. وأفادت هذه المصادر بسيطرة المقاومة على طريق كورنيش ساحل أبين، ومحيط مقر القنصلية الروسية، ومنزل الرئيس هادي في كريتر، وعددٍ من الفنادق التي يتمركز فيها قناصة، علاوةً على الاقتراب من مجمع رئاسي في خور مكسر». و«بهذا التقدم تكون المقاومة الجنوبية قطعت طريق الإمداد بين القوات الموالية للحوثيين وصالح المتمركزة في منطقة كريتر (وسط عدن) والأخرى المرابطة في منطقة العريش»، بحسب «عدن الغد» الذي رصد «تزايد أعداد النساء المنضمات إلى لجان المقاومة العدنية خصوصاً في منطقتي دار سعد والشيخ عثمان». وشاهد سكان محليون عناصر من المقاومة وهم يقومون بتجميع جثث لجنود موالين للحوثيين في عدة مواقع في المدينة. ومنذ أسابيع؛ تحاول قوات التمرد على الشرعية السيطرة على عدن دون جدوى بسبب «صمود المقاومة الجنوبية» كما يقول أهالي مناهضون للانقلاب. لكن القيادي في الحراك الجنوبي، القيادي البارز في الحراك الجنوبي، أحمد عمر بن فريد، حذَّر من «استغلال قيادات حزب الإصلاح للانتصارات العسكرية التي حققها المقاومون في المدينة على الأرض». وانتقد بن فريد، في تصريحاتٍ صحفية، مواقف الإصلاح من قضايا الجنوب خصوصاً في عامي 1994 و2011، واتهم الحزب بأنه «أدار ظهره للجنوبيين خلال انتفاضة الشباب قبل أربعة أعوام»، مشدداً على وجوب الانتباه للحيلولة دون استغلال أحد ل «انتصارات الجنوب». ودعا بن فريد قادة الإصلاح إلى «تحديد موقف صريح وواضح من قضية استقلال الجنوب». في سياقٍ مختلف؛ قُتِلَ 3 من عناصر القاعدة في محافظة شبوة (جنوب) في غارة جوية لطائرة دون طيار يُعتقَد أنها أمريكية استهدفت مركبة للقاعدة في بلدة الصعيد، بحسب زعيم قبلي. وأكد المصدر أن السيارة المستهدفة كانت تحمل أسلحة وكان يستقلها 3 من أعضاء التنظيم. سياسياً؛ رفضت الحكومة اليمنية خطة تسوية قدمتها إيران للأمم المتحدة بوقف «عاصفة الحزم» وبدء حوار بين أطراف الأزمة. وأعلن المتحدث باسم الحكومة، راجح بادي، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول رفض المبادرة «لأن السلطة الشرعية تعتبر أن الهدف منها المناورة السياسية فقط». وصدر تصريح بادي بعد ساعات من كشف طهران عن إجراء وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، مكالمة هاتفية مع نظيره العماني، يوسف بن علوي، تناولت التطورات في اليمن. وأبلغ ظريف علوي «استعداد بلاده التام لتقديم كل المساعدة من أجل وقف العملية العسكرية على اليمن، وإجراء حوار بين كافة الأطراف في البلاد، وذلك في إطار خطة وقف إطلاق النار المكونة من أربعة بنود، التي تقدمت بها الجهورية الإسلامية الإيرانية إلى الأممالمتحدة»، بحسب بيان لوزارة الخارجية الإيرانية. وتتهم دول تحالف «عاصفة الحزم» إيران بالتسبب في تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن والوقوف خلف انقلاب الحوثيين ودعمهم عسكرياً ولوجيستياً. وفي القاهرة؛ بحث الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ووزير الشؤون القانونية في الحكومة اليمنية، محمد المخلافي، مبادرة طرحها الحزب الاشتراكي اليمني لحل الأزمة. وأبلغ المخلافي الصحفيين الموجودين في مقر الجامعة العربية أن المبادرة تقضي ب «إيقاف الحرب الداخلية، وانسحاب الميليشيات والقوات التي صارت ذات طبيعة ميليشياوية من المدن اليمنية وفي مقدمتها عدنوصنعاء، ومن ثَمَّ إيقاف عملية عاصفة الحزم، والعودة إلى العملية السياسية واستئناف الحوار فوراً وفق قرارات مجلس الأمن». وأوضح أن مبادرة «الاشتراكي» الذي يحمل عضويته تتسق مع مرجعيات الحوار اليمني- اليمني و»هي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، كما أنها لا تتعارض مع قرار مجلس الأمن الأخير القاضي بفرض عقوبات على بعض الأطراف»، مشيراً إلى «مناقشته كافة المساعي والجهود المبذولة في الوقت الراهن مع الدكتور نبيل العربي». وأوضح أن المبادرة تقضي بوقف الاقتتال الداخلي وانسحاب الميليشيات قبل إيقاف «عاصفة الحزم»، وكشف عن «عرضها على الجميع، أحزاباً وقوى سياسية ومسؤولين حكوميين بل وجهات خارج اليمن»، معبِّراً عن أسفه لاستقالة المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، لأنه «كان على إلمام كامل بالملف الداخلي الصعب والشائك، وساهم منذ اللحظة الأولى في عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد». وتمنَّى المخلافي أن تُكلَّل جهود المبعوث الجديد بالنجاح، لافتاً إلى «دعم الجامعة العربية لعملية الحوار». ويُتَّهم الحوثيون بعرقلة الحوار اليمني – اليمني في مراحل سابقة بإيعاز من الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، المعروف بنفوذه الواسع داخل المؤسسة العسكرية. لكن صالح نفى أمس تدخله في شؤون الأمن والجيش منذ تنحيه أواخر 2011م، بحسب موقع «المشهد اليمني» الإخباري. وأورد الموقع أن صالح نفى في حوارٍ لصحيفة «اليمن اليوم» المملوكة لعائلته أي صفة له أو أي تدخل في شؤون المؤسستين العسكرية والأمنية، كما نفى تحالفه أو تنسيقه ميدانياً مع الحوثي مُقرَّاً بأن الحوثيين هم من يديرون البلاد منذ يناير الماضي. وعلى صعيد الأعمال الإغاثية؛ دعا مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية السكرتير الخاص للرئيس، الدكتور محمد علي مارم، القاهرة إلى إنهاء معاناة يمنيين عالقين في مطار القاهرة بعد تعذُّر سفرهم إلى صنعاء. وطالب مارم السفير المصري لدى اليمن، يوسف الشرقاوي، بالتدخل ل»إيجاد حل للمواطنين اليمنيين الذين تقطعت بهم السبل وهم عائدون من القاهرة إلى بلدهم». واعتبر مدير مكتب هادي، في خطابٍ أرسله إلى الشرقاوي واطَّلعت «الشرق» على محتواه، أن مصر «التي شاركت في عملية عاصفة الحزم خاصةً في الجانب البحري كي ترفع الظلم عن اليمنيين؛ لن يثقل كاهلها أن تقوم بحصر هذه الحالات التي تحتاج إلى إغاثة في مطار القاهرة»، مشدداً على «أنهم يعانون أشد المعاناة». وعلَّق السكرتير الصحفي لمكتب الرئيس، مختار الرحبي، على الخطاب المرسَل إلى السفير المصري بقوله إن نحو 10 آلاف يمني باتوا عالقين في عددٍ من الدول بعد تدهور الوضع الأمني في بلدهم، وكشف عن «محاولات نبذلها بالتعاون مع المملكة لإيجاد حلول لمعاناتهم». واعتبر الرحبي أن الرياض لا تتأخر عن دعم اليمن أرضاً وإنساناً، ودلَّل بتبرع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ب 274 مليون دولار لإغاثة اليمنيين عبر الأممالمتحدة، مقرَّاً ب «معاناة الملايين في الداخل من نقص حاد في الغذاء وشبه انعدام للمواد البترولية بسبب منع الميليشيات حركة البيع في محطات الوقود وتوجيهها المواد إلى المعدات العسكرية التي تقتل أبناء الشعب».