يتمنى بعض الناس لو أنه خرج من رحم أمه عالماً مثقفاً شهرته تعادل شهرة نيوتن وأفلاطون، الجميع يتحدث عنه في الصحف والمجلات وفي الكتب، ولكن هل يعقل أن يكون هذا صحيحاً! هل يعقل أن تكون مخترعاً أو مؤلفاً لكتاب عظيم دون أي جهد يذكر! جميع هذه الأمور العظيمة لا تأتي من فراغ إنما سببها الجهد ثم الجهد ثم الجهد. يقول توماس إديسون إن العبقرية عبارة عن 1% موهبة و99% عمل واجتهاد. إن العباقرة والعظماء لم يولدوا على الفطرة، ولم تأتِ لنا هذه الاختراعات العظيمة من لا شيء؛ بل والله إن كل كتاب عظيم لم يعرف صاحبه النوم؛ فكان يسهر الليالي ويجتهد ويعمل حتى يتراءى لك من بعيد أن يديه تقطعت من الكتابة فلا يرتاح ولا يهدأ له بال حتى يكتب آخر حرف. ركزوا.. قلت «كتاب عظيم» وليس كتاباً يحتوي على ستين ورقة وفي كل ورقة بيتان من الشعر الفاحش والمذموم! عزيزي القارئ، السماء لا تمطر ذهباً، والعلم يؤتى ولا يأتي، فلا تنتظر أن تكون ضمن هؤلاء العظماء دون جهد وكد. بالله عليك كيف تكون عظيماً وكل تفكيرك مشغول بالمسلسل الفلاني وشراء الماركة الفلانية! هذا بيل جيتس كان يأكل البيتزا الباردة ويبقى طوال الليل في مكتبه حتى أصبح من أغنى أغنياء أمريكا، وهذا عثمان الباقلاوي دائم الذكر لله فكان يقول (إني وقت الإفطار أحس بروحي كأنها تخرج لأجل اشتغالي بالأكل عن الذكر) فكان يجلس يكتب الحديث وتأتي أخته تلقمه إلى فمه؛ لأنه ليس لديه وقت ليتناول الطعام بيديه. فالعمل العظيم يحتاج وقتاً وصبراً وكداً، فلا تحزن ولا تيأس عندما تفشل في المرة الأولى أو الثانية أو حتى العاشرة. فهذا إديسون لم يتمكن من تحقيق إنجازه من أول مرة بل إنه أخطأ 999 مرة ولكنه كان يقول لم أخطئ بل تعلمت 999 مرة. وأنت يا عزيزي تريد الرزق يأتيك بطبق من ذهب وتريد العلم وتريد الشهادة وتريد وتريد وأنت مضطجع في فراشك. فهل هذا يعقل!