في هذا المقال سأعطي نصيحة صغيرة قد تكون فاعلة، خصوصاً في حالة المرأة السعودية حين يتجسَّد الحلال «تعدد الزوجات»، ويصبح واقعاً ملموساً للمرأة السعودية، أما باقي نساء العالم، فاقرأن لتتعظن، أو لتقلن «سبحان الله، والحمد لله» تعجباً، وتأخذن أجر ذكر تجدنه في ميزان حسناتكن يوم القيامة. لاحظت أن الزوجة عندنا تحاول في كل الفرص المتوفرة أن تثبت لزوجها أنها زوجة «عاقلة» جداً، وأن اختياره لها لتكون زوجته، وأم أولاده، كان اختياراً صائباً. تُردد باستمرار «أنا امرأة عاقلة، مقتصدة ولو كانت أي امرأة أخرى في مكاني لفعلت، وفعلت، ولكن أنا عاقلة، أنت محظوظ لأنني زوجتك». تستغل فرصة أن زوجها لا يستطيع الاحتكاك بباقي نساء مجتمعه ليختبر درجة «عقلهن»، فتبدأ في سرد القصص المبالغ فيها، لتثبت له أنها «عاقلة» بالمقارنة مع غيرها، «فلانة فعلت، وفعلت لأنها ليست عاقلة، أما أنا فعقلي يوزن بلد»!. لماذا تفعلين ذلك؟ وما هو الذي تحاولين الوصول إليه؟ الزواج وتزوجتي، و»الراجل خلاص اتسجل رسمي باسمك». هل تعين ثمن إظهار أنك زوجة عاقلة؟ تعالي أوعِّيكِ. في السعودية يتزوج كثيرٌ من الأزواج «مثنى، وثلاث، ورباع». في الغالب قبل أن يُقدم الزوج على الزواج من امرأة ثانية «يحسبها» محاولاً تقييم الضرر على بيته، وأولاده، والمصروف… الخ. حين يحسبها وهو في باله أن زوجته «عاقلة» سيقول: «الحمدلله أم محمد امرأة عاقلة لن تهدم بيتها، وتشتت أولادها، وتفضحنا، لأنني تزوجت من ثانية بالحلال، عقلها الراجح سيجعلها تحسبها بصورة صحيحة، وتتنازل، وتُسلِّم بالأمر الواقع. أكيد ستزعل شهراً، أو شهرين ثم ستعود إلى بيتها، وفترة الزعل فرصة جيدة لي لكي أشبع من زوجتي الجديدة، وبعدها سترجع أم محمد، وحينها سأبدأ أعدل بينهما: ليلة هنا، وليلة هناك». ما رأيكِ؟ ما هو الذي استفدتيه من التباهي برجاحة عقلك أمام زوجك؟ لو كنت أظهرت أنكِ زوجة غير عاقلة، ومتهورة لخاف أن يتزوج عليكِ، وأنكِ ستهدمين البيت، وتشتتين الأولاد، وتفضحينه عند القاصي والداني، أو خاف أن تضعي له السم في الأكل، أو تقطعينه، وتضعينه في أكياس زبالة، أو تحرقين البيت بغاز، أو حتى تنتحرين. لا فائدة من إظهار أنكِ زوجة عاقلة أمام زوجكِ، ولكن كل الفائدة في إظهار أنكِ «مهنا زود»، و«كل شيء يقوس عليك»، يعني «بنص عقل». الحياة بهذه الصورة، ومحاولة إرهاب الزوج لتحفظي حقوقك، وتحمي نفسك، وبيتك، هي حياة رديئة، والمفروض ألا نقبلها، فالمفروض أن يكون زوجك هو حبيبك، ولا يرى في الدنيا غيرك، ويهتم بمصلحتك، ومصلحة أولادكما، ويكون أباً صالحاً، وحين يكبر أولادكما، يعيش دور الجد الحنون. هذا هو المفروض، ولكن كلنا نعرف أن المفروض ليس واقعاً عندنا. الواقع أن الأب حين يخطب لابنه، «يشتهي» هو أيضاً الزواج. وتبدأ الأم محاولاتها المضنية لتشتيت انتباهه عن زواج ابنه، لكيلا يغار! والواقع أيضاً أن المرأة تستطيع أن تمنع زوجها من الزواج بثانية لو «لعبتها صح». والنصحية التي عرضتها في هذا المقال، هي تكتيك مقترح لكي تحافظي على بيتك. أخيراً: قبل أن أختم، أردت أن أقول حاجة في نفسي: إذا تزوج عليك زوجك فهذا يعني أنه لا يحبك حتى لو قال غير ذلك، وهذه هي الحقيقة المرة، «اللي يحب عمره ما يجرح حبيبه بهذا الشكل المؤلم حتى ولو كان بالحلال». الزواج على المرأة يقتلها، ويضطرها إلى أن تترفع بنفسها، وتتنازل عن الزوج، فتعيش وحيدة بعد كل هذا العمر، وكل هذه العِشرة، أو تُنزل من قيمة نفسها، وتبدأ في التنافس عليه مع الزوجة الجديدة الشابة، فتبدأ تتزين على غير العادة، وتدلعه على غير العادة، وتخترع الحيل لتجذبه إليها، وقتها يدخل الزوج «الجو»، ويبدأ في لعب دور السلطان المحاط بالجواري. كم هذا مقرف.