تستعد هيلاري كلينتون لإطلاق حملتها الرئاسية الثانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما تتوقع وسائل إعلامية عدة، أن تخوض معركتها هذه المرة بنهج جديد من أجل كسب رهان انتخابها أول سيدة تتسلم مفاتيح البيت الأبيض. ويرجح أن تخطو السيدة الأمريكية الأولى سابقا ووزيرة الخارجية السابقة (67 عاما) هذه الخطوة اليوم على شبكات التواصل الاجتماعي كما ذكرت وسائل إعلامية أمريكية نقلا عن مصادر من فريق حملتها. وستتوجه بعد ذلك إلى إيوا التي تعتبر ولاية أساسية للانتخابات الحزبية التمهيدية التي ستبدأ في مطلع 2016، قبل الانتخابات الرئاسية المرتقب إجراؤها في نوفمبر 2016. ويتوقع أن يرسم فريق حملة هيلاري كلينتون المرشحة الأوفر حظا في استطلاعات الرأي للانتخابات التمهيدية الديموقراطية، صورة أكثر تواضعا لها مع تفضيل إجراء اجتماعات عامة توصف بأنها أكثر ودية. وصرح زوجها بيل كلينتون لصحيفة «تاون آند كانتري» أنه من المهم وهيلاري تعتقد ذلك أيضا، أن عليها أن تخوض الحملة وكأنها لم تكن مرشحة لأي شيء مطلقا من قبل، وأن تتواصل مع الناخبين». وأكد الرئيس الأمريكي الأسبق أنه سيكون «مستشارا في الكواليس». وهيلاري كلينتون هي الآن بأمس الحاجة إلى التواضع خصوصا لأنها لم تجب حتى الآن على الأسئلة المتعلقة باستخدامها لبريد إلكتروني خاص عندما كانت وزيرة للخارجية بين عامي 2009 و2013. ويتهمها الجمهوريون أيضا بتضارب المصالح في شأن الهبات الأجنبية لمؤسسة كلينتون. ولم ينتظروا بل بثوا الجمعة شريط فيديو على الإنترنت في بعض الولايات الاستراتيجية يدعو إلى «وقف هيلاري». ونشرت هيلاري كلينتون الجمعة في صحيفة هافينجتون بوست الإلكترونية عرضا لكتاب مذكراتها كوزيرة للخارجية «زمن القرارات» الذي صدر العام الماضي. وهو نص يركز على دورها كجدة لحفيدتها شارلوت التي ولدت في سبتمبر الماضي، ويعتبر بشكل ما تمهيدا لحملة متمحورة حول تساوي الفرص، لاسيما تعليم الأولاد وتوفير العناية الصحية. وكتبت كلينتون «أنني أكثر اقتناعا من أي وقت مضى بأن مستقبلنا في القرن الحادي والعشرين يتوقف على قدرتنا في ضمان لكل طفل، أكان مولودا على تلال أبالاشيا أو في دلتا ميسيسيبي أو وادي ريو جراندي فرص النجاح نفسها التي ستتوفر أمام شارلوت». وكتبت أيضا وهي تكثر من القصص العائلية «كوني جدة جديدة لا شيء يسعدني كهذا. إنه بالتأكيد أفضل عمل في العالم». وموضوع دور الجدة الذي تضطلع به يسجل تحولا مقارنة بالعام 2008، عندما كان مخطط حملتها يؤكد لها أن الأمريكيين لا يريدون «أما أولى». وقالت لالا براون مديرة برنامج الإدارة السياسية في جامعة جورج تاون لوكالة فرانس برس «في 2008 سعت (كلينتون) إلى الظهور عموما كمارجريت تاتشر، كشخص قوي، لكنه تعمد أن لا يتحدث عن جنسه كميزة سياسية». وأضافت «أنها وفريقها استخلصا العبر من 2008 وأدركا أن كونها الأولى فذلك أمر قوي جدا». وقالت جنيفر لوليس التي تدير معهد النساء في السياسة في الجامعة الأمريكية «أن الناس يعترفون بمزاياها القيادية، كشخص قوي، لكنهم أقل ميلا إلى اعتبارها عاطفية أو ودودة» و»هاشتاج الجدة هو خير مثال للطريقة التي تنوي التعويض بها عن ذلك». وفي ما يتعلق بالجوهر يتوقع أن تحول كلينتون المواضيع التقليدية للحزب الديموقراطي التي تؤيدها بلا مواربة إلى مقترحات مع التحدي المزدوج بأن تتميز عن باراك أوباما وأن تطمئن يسار الحزب الذي انتقد علاقات كلينتون بوول ستريت.