ضرب مجتهد “تويتر” في الأعماق وتطاول على الرموز ولم يُبقِ أو يذر، وإن كانت الظنون تذهب إلى أنه أحد الضالين والفارين من العدالة، ولكن ما يهمنا هو أن هذا المنبر الذي تنفس الناس من خلاله الصعداء، بعيداً عن هيمنة الرقيب، التي ما فتئت تلوث فضاء الحرية الرحب بتدخلاتها المباشرة وغير المباشرة، على موعد مع الأفول.”تويتر” أشاع روح الاطمئنان وغيب لغة الرمزية، التي مازالت شائعة في الإعلام التقليدي اتقاء “التوتر” الذي يعقب النشر والملاحقات والإيقافات أحياناً. في الكويت القريبة كان “تويتر” صاحب السبق والحظوة في الانتخابات البرلمانية، وقال أحد المرشحين “لقد كان تويتر منبرناً للناخبين، ولم نخضع لابتزازات الصحافة الفردية وتعطشها المادي .. تويتر في يد الجميع ومجاناً”.ما أريد قوله إن مواقع التواصل الاجتماعي بدأ نجمها بالأفول وبريقها يضمحل؛ نتيجة الاستخدام البشري الخاطئ، خاصة بعد شيوع استخدام أسماء وهمية، وانتشار جريمة السطو على أسماء وصور أناس آخرين والتحدث بأسمائهم بهدف تشويه صورتهم أمام المجتمع، ناهيك عن تصفية الحسابات التي كان بطلها من يسمي نفسه ب(مجتهد)، ويندرج خلفه الآلاف ممن أساؤوا استخدام الموقع، وحرّفوا بوصلته الجميلة إلى أتون مظلمة، وهنا (الشر يعُمْ). أعتقد أننا بحاجة لسنّ قوانين وتشريعات تلزم الكاتب أن يميط اللثام عن شخصيته، وبشكل يتيح التحقق منه إذا انحرفت جادته، ودون ذلك لا يتاح له المجال لتلويث هذا الموقع، والنيل من الآخرين دون وجه حق، مع المحافظة على مكتسبات الحرية المنضبطة! وليست كما يفهمها البعض من أن الحرية تعني قذف الناس بالحجارة.