شُيِّع صباح أمس الأحد، فنان إفريقيا الأول، الموسيقار محمد وردي إلى مقابر فاروق بالخرطوم، وصلى الرئيس السوداني البشير على الراحل. ونعت رئاسة الجمهورية فقيد البلاد، وهرم الأغنية السودانية، الذي انتقل إلى جوار ربه مساء أمس السبت. وأعلن أول أمس، عن وفاة وردي عن عمر ناهز 80 عاماً، بعد حياة حافلة استمرت أكثر من نصف قرن. وخرج الآلاف إلى المقابر منذ الصباح الباكر لتشييعه. عمل وردي في بداية حياته في التدريس، وكان ناشطاً نقابياً في رابطة المعلمين السودانيين، قبل أن يحترف الغناء عام 1957. غنى وردي للوطن، ولثورة أكتوبر، وللحقول التي امتلأت وعداً وأمنيات. كما غنى له محمد منير أغنيات عدة، منها «وسط الدايرة»، و»الليلة يا سمرة». بدأ الموسيقار السوداني محمد عثمان حسن وردي، مسيرته الفنية في خمسينيات القرن المنصرم، وارتبط اسمه بالأناشيد الوطنية التي برز فيها التوجه اليساري الثوري، وكان حينها يعمل في التدريس، وبرز كناشط نقابي في رابطة المعلمين السودانيين، وتغنى وردي بأغنيات عاطفية لكبار الشعراء أثرت وجدان الشعب السوداني والإفريقي لعقود طويلة، ومن هؤلاء الشعراء محمد مفتاح الفيتوري، وصلاح محمد إبراهيم، ومحمد المكي إبراهيم، وإسماعيل حسن، ومحمد عبدالسيد أبوصلاح، وإسحق الحلنقي. واشتهر الفقيد بالغناء للوطن بأكثر من 88 عملاً وطنياً، أشهرها «الأكتوبريات» . ولد في (صواردة) عام 1932م، إحدى قرى شمال السودان، وذاق مرارة اليتم منذ نعومة أظافره، ونشأ مشبعاً بالانتماء، وتميز بإدخال القالب النوبي، والأدوات الموسيقية النوبية في الفن السوداني، مثل الطمبور، كما عُرف بأداء الأغاني باللغتين النوبية والعربية. واكتسب شعبية كبيرة في العديد من الدول الإفريقية، خاصة إثيوبيا وأريتريا، مما أهله لاكتساب لقب فنان أفريقيا الأول. دعم وردي الرئيس الأسبق جعفر نميري عام 1969 بأناشيد تدعم نظام الحكم الجديد الذي كانت توجهاته اشتراكية، لكنه عاد ليقدم عدداً من الأعمال الفنية احتفالاً بسقوط حكمه 1985م. وغادر وردي السودان عقب وصول الرئيس السوداني عمر البشير إلى السلطة، ليمكث 13 عاماً في المنفى الاختياري، قضى غالبيتها في القاهرة. وعقب عودته للوطن، منح الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم في عام 2005م، تقديراً لمسيرته الفنية لأكثر من 60 عاماً، ولأدائه ما يزيد عن 300 أغنية، وباعتباره موسوعة موسيقية ومدرسة أسطورية فنية سودانية أرست قواعدها داخل أرض النيلين. محمد وردي